النوارس نيوز
عين الحقيقة

بعد اتهامات التورط والدعم العسكري.. كينيا تفتح باب المصالحة مع السودان

في تطور غير متوقع، أعلنت كينيا عن رغبتها في استعادة العلاقات الطبيعية مع السودان بعد فترة من التوتر السياسي، نتيجة اتهامات مباشرة لنيروبي بتقديم دعم عسكري وسياسي لقوات الدعم السريع التي تخوض مواجهات مسلحة مع الجيش السوداني منذ أبريل 2023.

 

 

ووفقًا لما نشرته صحيفة “ذا ستار” الكينية، فقد أكد وكيل وزارة الخارجية الكيني كورير سينغوي أوي خلال لقائه بالقائم بالأعمال في السفارة السودانية بنيروبي، محمد عكاشة، أن موقف بلاده تجاه السودان يرتكز على دعم استقراره وسلامه ووحدته، مشيدًا بانفتاح الخرطوم على الحوار وسعيها لتجاوز الخلافات من أجل تعاون مثمر يخدم مصالح الشعبين.

 

 

التوتر بين البلدين بلغ ذروته في فبراير الماضي، حين قررت الخرطوم سحب سفيرها من نيروبي، احتجاجًا على استضافة الأخيرة مؤتمراً لقوى سياسية موالية لقوات الدعم السريع تحت عنوان “تحالف تأسيس”. وتبع ذلك في مارس قرار رسمي من وزارة التجارة السودانية بوقف استيراد كافة المنتجات القادمة من كينيا عبر المنافذ الجوية والبرية والبحرية.

 

رغم التصعيد، شهدت العلاقات محاولات للتهدئة، حيث التقى مسؤولون من الجانبين في مساعٍ لإعادة جسور التواصل. وكانت زيارة وزير الخارجية السوداني الأسبق علي يوسف الشريف إلى نيروبي في يناير الماضي إحدى محطات هذه المحاولات، وتم خلالها الاتفاق على تفعيل اللجنة المشتركة للتعاون. غير أن الأجواء ظلت متوترة نتيجة رفض الخرطوم وساطة الرئيس الكيني ويليام روتو، بينما نفت كينيا الاتهامات، داعية الأطراف السودانية إلى تحمل مسؤوليتها في إحلال السلام واستعادة الحكم المدني.

 

 

وفي سياق متصل، كشف الجيش السوداني عن ما وصفه بأدلة قاطعة على تورط كينيا في دعم قوات الدعم السريع، حيث تم العثور على ذخائر وأسلحة في مناطق مختلفة من الخرطوم تحمل علامات تؤكد منشأها الكيني. وأفاد ضابط في الجيش السوداني أن هذه المعدات شملت ذخائر لأسلحة خفيفة وثقيلة، وقد تم تخزينها داخل منازل المواطنين والأعيان المدنية في أحياء الطائف وأركويت، مشيرًا إلى أن جزءًا منها استُخدم فعليًا في المواجهات التي دارت وسط الخرطوم.

 

 

وفي تصعيد إضافي، وجّه السفير السوداني لدى الأمم المتحدة، الحارث إدريس، اتهامات مباشرة لحكومة نيروبي بتلقي 193 مليون دولار، بالإضافة إلى قرض إماراتي قيمته مليون دولار، لدعم المؤتمر الذي تم فيه التوقيع على ميثاق سياسي ضمن مشروع “تأسيس”، بحسب ما نقلته وكالة بلومبيرغ نهاية فبراير 2025، ما زاد من تعقيد المشهد السياسي والدبلوماسي بين البلدين.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.