تستضيف العاصمة الأمريكية واشنطن خلال الأيام المقبلة اجتماعًا رفيع المستوى للمجموعة الرباعية المعنية بمتابعة مستجدات الأزمة السودانية، بمشاركة وزراء خارجية الولايات المتحدة ومصر والسعودية والإمارات.
ويهدف الاجتماع إلى بحث آليات إنهاء النزاع القائم في السودان منذ أكثر من عامين، والتوافق على خطوات عملية لإطلاق عملية سياسية شاملة تقود إلى الاستقرار، إلى جانب مناقشة سبل وقف التدخلات الخارجية التي تسهم في تعقيد الأزمة.
مصادر دبلوماسية مطلعة أوضحت أن الأنباء المتداولة بشأن توسيع تشكيل المجموعة الرباعية لتشمل دولًا مثل قطر أو بريطانيا غير صحيحة، وأكدت أن هذا الخيار غير مطروح حاليًا، إذ تفضل الدول الأعضاء الحفاظ على التركيز والتنسيق بين الأطراف الأساسية فقط، لتفادي تعقيد المشهد السياسي وزيادة عدد الفاعلين في مرحلة دقيقة تتطلب مقاربات حذرة وفعالة.
أجندة اللقاء ستتضمن عددًا من الملفات الجوهرية، على رأسها وقف القتال، وضع خارطة طريق لتسوية شاملة، وتهيئة الأجواء لإطلاق مفاوضات جدية تحت إشراف إقليمي ودولي، بالإضافة إلى بحث وسائل دعم إيصال المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة، وضمان وحدة السودان والحفاظ على مؤسساته ومنع انهيارها في ظل الأزمة الراهنة.
ومن المنتظر أن يصدر عن الاجتماع بيان مشترك يوضح موقف الرباعية من التطورات الميدانية والسياسية، ويتضمن رسائل واضحة إلى جميع الأطراف بضرورة وقف الحرب فورًا، وتغليب الحل السياسي.
على الجانب الآخر، تواصل مصر تكثيف تحركاتها الدبلوماسية لدعم جهود احتواء الأزمة، حيث تقوم بدور محوري في تقريب وجهات النظر بين الدول المجاورة، خاصة تشاد، التي ترتبط مع السودان بعلاقات أمنية وجغرافية مباشرة. وفي هذا السياق، قام وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي بزيارة رسمية إلى العاصمة التشادية أنجمينا، ضمن جولة إقليمية، عقد خلالها جلسات مباحثات موسعة مع نظيره التشادي عبدالله صابر، تم خلالها تبادل الرؤى حول تداعيات الأزمة وسبل التعاون الإقليمي لتخفيف آثارها.
وأكدت وزارة الخارجية التشادية في بيان رسمي التزام نجامينا الكامل بدعم أي تحرك يهدف لوقف الحرب في السودان، مشيرة إلى أن استمرار الصراع من شأنه تهديد أمن المنطقة بأكملها، فضلًا عن تداعياته الإنسانية المتفاقمة على السكان المدنيين واللاجئين.
ويتوقع مراقبون أن يصدر عن الاجتماع المرتقب في واشنطن بيان حاسم يحمل موقفًا واضحًا من الحرب السودانية، ويركز على ضرورة البدء في مرحلة انتقالية مدنية، ويحث المجتمع الدولي على تحمل مسؤولياته في دعم المتضررين وتسهيل عمل منظمات الإغاثة، إلى جانب إنشاء آلية فعالة لمتابعة وقف إطلاق النار وضمان الالتزام به على أرض الواقع، بما يفتح الباب أمام سلام مستدام يُنهي دوامة العنف التي أنهكت السودان وشعبه.