أفادت تقارير إعلامية بأن مبعوث الإدارة الأمريكية السابق دونالد ترامب إلى أفريقيا، مسعد بولس، عقد مباحثات مع وزير الخارجية السعودي تناولت سبل دعم السلام في السودان وليبيا. وبينما ظهرت هذه اللقاءات في العلن بصفة دبلوماسية، تشير مصادر مطلعة إلى أن ما جرى خلف الكواليس يحمل أبعاداً أخطر، تمس مباشرة مستقبل السودان وسيادته.
بحسب ما أوردته الإعلامية نسرين النمر، المديرة العامة لقناة العنوان24، فإن بولس قدّم خلال الاجتماعات مبادرة مشروطة لوقف فوري للحرب الدائرة في السودان، بالتنسيق مع وزارة الخارجية الأمريكية وجهات مؤثرة داخل دوائر صنع القرار في واشنطن. جوهر هذا العرض يتمثل في إيقاف الدعم الإماراتي للمليشيات المسلحة، ووقف عمليات تجنيد المرتزقة، مقابل دفع السودانيين نحو تسوية سياسية داخلية عبر مفاوضات شاملة.
رغم أن هذه الخطوة يمكن اعتبارها اختراقاً دبلوماسياً في ملف معقد، إلا أن بعض المتابعين يحذرون من الانخداع ببريق هذا الطرح. فالواقع، وفق ما تم تسريبه، يشير إلى أن العرض الأمريكي ليس بريئاً، بل يحمل بين طياته محاولة لإخضاع السودان لشروط مهينة، تمثل امتداداً لسياسات استعمارية جديدة تحت ستار الحلول السياسية.
العرض الأمريكي يتضمن اشتراطات قاسية يجب أن يقبل بها السودان قبل انعقاد اجتماع الرباعية المقبل، في التاسع والعشرين من الشهر الجاري. وتُعتبر هذه الشروط مساساً مباشراً بسيادة الدولة السودانية وكرامة شعبها، وهو ما دفع مراقبين للمطالبة بتحرك عاجل من القيادة السودانية، يتمثل في عقد مؤتمر صحفي يكشف للرأي العام حقيقة ما جرى خلف الأبواب المغلقة، ويُعرّي ازدواجية المعايير التي تتعامل بها بعض الدول الكبرى مع قضايا الشعوب.
كما أشار التقرير إلى أن استمرار التردد في اتخاذ قرارات استراتيجية حاسمة، وعدم فضح هذه التحركات، يطيل من أمد الحرب ويزيد من معاناة المدنيين. وذهب أبعد من ذلك، بدعوة السودان إلى الانفتاح على التحالفات الشرقية والبحث عن خيارات سياسية واقتصادية خارج نطاق الهيمنة الغربية.
وختمت المصادر بالإشارة إلى أن ما تم الاطلاع عليه من مقترحات وأوراق يشكل خطراً حقيقياً، ويجب التعامل معه بجدية قصوى قبل انعقاد أي اجتماعات دولية قد تفرض حلولاً لا تخدم مصالح الشعب السوداني. واعتبرت أن الوقت قد حان لوضع حد لما سمّته المساومات الرخيصة، مطالبةً بسلام حقيقي ينطلق من إرادة السودانيين أنفسهم، لا من صفقات وراء الكواليس.