أفادت مصادر مطلعة بأن قيادات نافذة في حركة تحرير السودان – جناح مني أركو مناوي – أعلنت بدء التحضيرات لعقد مؤتمر عام خلال 60 يومًا، في خطوة وُصفت بأنها “محاولة حاسمة لتصحيح المسار السياسي والتنظيمي” داخل الحركة، وسط اتهامات لقيادتها بالانحراف عن مبادئ الثورة والحياد في الحرب السودانية.
ووفق معلومات حصلت عليها ” النوارس ” تم تشكيل لجنة عليا للإشراف على المؤتمر المرتقب، تضم خمسة من أبرز القيادات التنظيمية: محمود كورينا، متوكل محمد موسى، عصام الحاج، الفاضل التجاني، وعصام كتر. وقد كُلفت اللجنة بمهام تتعلق بجمع الموارد، وتنسيق الترتيبات الإدارية، مع صلاحيات واسعة في ما يخص مستقبل القيادة الحالية.
اللجنة الانتقالية اعتبرت أن انحياز مناوي لطرف في النزاع بين القوات المسلحة السودانية ومليشيا الدعم السريع قرار “أحادي”، لم يتم بالتشاور مع المؤسسات التنظيمية، وهو ما يُعد خرقًا صريحًا للنظام الداخلي للحركة.
وخلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد اليوم بالعاصمة، شنّت القيادات هجومًا عنيفًا على رئيس الحركة، متهمة إياه بالزج بالحركة في “حروب بالوكالة”، وتبني خطاب “شعبوي وقبلي” يهدد وحدة الصف الوطني ويقوّض فرص السلام.
أظهرت مقاطع مصورة من المؤتمر، دعوات صريحة لوقف الحرب فورًا، واستعادة المسار المدني الديمقراطي، بما يتماشى مع تطلعات الشعب السوداني ومبادئ ثورة ديسمبر المجيدة.
التحركات الداخلية الأخيرة تضع قيادة مناوي في مأزق هو الأكبر منذ انضمامه للعملية السياسية عقب اتفاق جوبا، خاصة مع تنامي تيار يُعرف داخل الحركة باسم “تصحيح المسار”، يسعى لإبعاد الحركة عن التحالفات العسكرية والقبلية، وإعادة تموضعها كقوة مدنية مستقلة.
محللون يرون أن المؤتمر العام المزمع قد يُعيد تشكيل هياكل الحركة، أو يفتح الباب أمام انقسام داخلي واسع، وسط تزايد الأصوات الرافضة لنهج القيادة الحالية.
المراقبون يعتبرون ما يحدث مؤشرًا على نقطة تحول تاريخية في مسار حركة تحرير السودان، إما بتجديد بنيتها السياسية أو بتكريس انقسامها التنظيمي.