متابعات – النوارس – منعت قوات الدعم السريع بمحلية تلس في ولاية جنوب دارفور إقامة عزاء لأحد أفراد الجيش السوداني، الرقيب أول محمد الحافظ أحمد، الذي قُتل في معارك بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.
وأفادت أسرة الفقيد أن استخبارات الدعم السريع أبلغتهم بتحذير واضح من إقامة سرادق لتلقي العزاء في منزلهم بحي المزاد في تلس. وتحت ضغط هذه التحذيرات، امتنعت الأسرة عن إقامة العزاء خوفًا من ردود فعل القوات.
قرار المنع أثار استياءً واسعًا بين سكان المنطقة، الذين اعتبروا الأمر تعديًا صريحًا على القيم والتقاليد الإنسانية والاجتماعية التي تُعتبر بعيدة كل البعد عن التوجهات السياسية والصراعات العسكرية. ورأى الأهالي أن مثل هذه الإجراءات تعكس انعدام احترام الحقوق الأساسية التي يحرص المجتمع السوداني على التمسك بها.
في الوقت ذاته، تعاني محلية تلس من انقسامات مجتمعية حادة نتيجة لاستنفار قادة محليين لدعم قوات الدعم السريع، ما أدى إلى تباين واضح في المواقف بين مؤيد لهذه القوات ومعارض لها. هذا الانقسام زاد من حدة التوتر وأثار مخاوف كبيرة من احتمالية تحول الخلافات إلى مواجهات مسلحة.
الجدير بالذكر أنه في أواخر نوفمبر، شهدت المحلية اعتقال 14 مدنيًا من قبل قوات الدعم السريع عقب اندلاع أعمال عنف في سوق المدينة بين مؤيدين للطرفين، أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة خمسة آخرين.
تفرض قوات الدعم السريع سيطرتها الكاملة على محلية تلس، حيث أقامت إدارة مدنية تُشرف على الشؤون التنفيذية والأمنية. ويرى مراقبون أن هذه السيطرة إلى جانب الانقسامات المجتمعية المتزايدة تُنذر بمزيد من التعقيدات التي قد تُعمّق الأزمة.
وفي ظل هذه الأجواء المتوترة، دعا ناشطون وأهالي المنطقة إلى احترام التقاليد الاجتماعية والابتعاد عن تسييس القضايا الإنسانية، مطالبين بضرورة التهدئة والعمل على تعزيز السلم المجتمعي لتجنب مزيد من التصعيد.
التعليقات مغلقة.