كتب عبدالماجد عبدالحميد: من أخبار لجان المقاومة الشعبية في السودان أن نفراً من أبناء ولاية الجزيرة غاضبون لأن والي الولاية لايزال متلكئاً في تعيين اللجنة العليا الجديدة للمقاومة بالولاية.. وسبق لي مهاتفة والي الولاية قبل أيام ونقلت له تساؤلات بعض المهتمين بأمر المقاومة في الجزيرة..
مما قاله لي الوالي بكل صراحة إن بعض الذين ينتقدونه ويتهمونه بتأخير إعلان أسماء لجنة المقاومة الجديدة أحضروا له قائمة محددة وطلبوا منه فقط التوقيع عليها!!.
وقال إنه رفض هذه الوصاية وسيقوم بتعيين لجنة تضم عدداً من أبناء الولاية المقاتلين في الميدان..
ومالم يقله الرجل إن بعضاً من رموز ولاية الجزيرة المقيمين بإستراحة الأقطان بمدينة بورتسودان يريدون تحريك تاتشر المقاومة بمتحرك المناقل من ساحل البحر الأحمر!!
ما آمله ألا يعلن والي ولاية الجزيرة إعلان اللجنة الجديدة للمقاومة الشعبية بالولاية لأنها ستكون نسخة من لجان المقاومة البائسة التي تم إعلانها في الولايات مؤخراً وآخرها ولاية سنار..
لجان المقاومة الجديدة قتلت روح وزخم الاستنفار الشعبي في كافة الولايات.. والمشكلة الجديدة لم تعد الخلاف حول تسليح المستنفرين..
المشكلة الآن في بطء الاستجابة للاستنفار وتراجع الدعم المادي والعيني للمقاومة الشعبية.. والسبب يعود لطريقة التشكيل الجديد للجان المقاومة حيث تم تعيين ضباط كرام ومن خيرة المعاشيين الضباط علي رأس هذه اللجان..
لكنهم مع تاريخهم العسكري المُشرف وخدمتهم الطويلة الممتازة يفتقرون لميزة التواصل مع العمق والمكون الشعبي للمقاومة في الولايات ويفتقرون لآليات الحشد المادي والخطابي وهي أهم وأخطر آليات المقاومة الشعبية في الوقت الراهن..
يتعجب المراقب كثيراً لأسباب حل وتسريح لجنة متميزة مثل لجنة المقاومة الشعبية بولاية القضارف.. ويقف المتابع مذهولاً للطريقة الغريبة التي أُطيحت بها لجنة المقاومة الشعبية بولاية نهر النيل.. ويحتار الحليم لدوافع طرد أعضاء لجنة المقاومة الشعبية بولاية الخرطوم التي أعدت في فترة وجيزة أكثر من 200 معسكراً ضمت اكثر من 50ألف مستنفر تم تجهيز 10 ألف منهم خلال فترة وجيزة للمشاركة في جبهات القتال المتقدمة بكل ساحات المعارك بالخرطوم..
ما الذي يحدث لأمر المقاومة الشعبية ببلادنا؟ ومن المستفيد من وضع المقاومة الشعبية في ثلاجة البيروقراطية والتراتيبية الإدارية القاتلة؟!
إنها أسئلة لا تبحث عن إجابة في الوقت الراهن ولكنها مقدمة لازمة حتى يعلم أهل السودان عامة وأهل ولاية الجزيرة خاصة أن تحرير منازلهم ومدنهم المغتصبة سيطول ولسنوات إن كانوا يظنون أن لجان المقاومة بقياداتها وتشكيلاتها الجديدة ستضيف جديداً إلي زخم وتحديات مقاومة مليشيا التمرد… يبدو إن هذه اللجان تنفذ مخططاً لإدارة غضب الشعب كما قال الفريق مالك عقار ذات مرة وهو يبتسم!!
الطريقة الوحيدة والصحيحة لمقاومة مليشيات وعصابات التمرد هي طريقة الحشد والقتال الشرس كما يفعل أبطال وشجعان القوات المشتركة في الفاشر.. وكما يقاتل شباب قرية الهلبة بولاية النيل الأبيض وكما يقاتل شيوخ وشباب قبيلة الحمر بغرب كردفان وكما يحشد ويعد شباب قبيلة البوادرة بولاية القضارف..
هذه هي المحاضن التي تخرّج فيها الشباب الذين يقاتلون الآن كتفاً بكتف مع القوات المسلحة في مسارح العمليات.. أما من ينتظرون مقاومة شعبية كما يريدها ويتصورها الشعب السوداني فلن يجدوها من لجان الجنرالات المعاشيين الذين تم تكليفهم مؤخراً.. هذه لجان لإدارة الغضب الشعبي وليس توظيفه لتحرير الأرض ودفع وسحق مليشيات التمرد..
سينتظر أهل الجزيرة سنواتٍ طويلة في المنافي ومعسكرات الإيواء البائسة إن كانوا ينتظرون خبراً من لجنة المقاومة الشعبية الجديدة بالمناقل..
اللهم قد بلغنا.. ولاحول ولاقوة إلا بالله..