النوارس نيوز
عين الحقيقة

رشان أوشي تكتب.. المخاطر والفرص

رشان أوشي تكتب.. المخاطر والفرص

لقد تأخَّر خروج هذا الصراع إلى السطح ، ولكنه ظل قائماً منذ العام ٢٠٢٠م تاريخ توقيع “اتفاق جوبا” هذه المواجهات كانت منتظرة ،ولكن اللحظة السودانية كانت سبباً ظرفياً في تجنبها .

 

هذه الحرب تركت جروحاً غائرة، ما في الأعماق ظهر على السطح، ولكن ثمة دروس مستفادة، لا بد أن نتوقف أمامها بالفحص والدرس، قبل أن يحترق السودان.

 

أول هذه الدروس، أن نفهم أن هذه الحرب هي مجرد أداة من أدوات مشروع الهيمنة الذي يعتقد أن هناك فرصة سانحة للاستيلاء على السودان برمته، وليس بالقوة العسكرية وحدها، و يدرك ايضاً أن هناك قوى ممانعة لهذا الطموح غير المشروع.

 

عثرات تواجه حكومة الحرب التي يعمل رئيس الوزراء بصعوبة على تشكيلها، ربما تكون هي ذاتها امتداد للأزمة وتعبيداً لطريق الانهيار ، إذا أصرت بعض الحركات المسلحة على الاستمرار في الأوضاع التي خلفتها شراكة الجيش وقوى الحرية والتغيير التي أفلت في أكتوبر ٢٠٢١م .

 

“اتفاق جوبا” نص على نسبة شراكة ٢٥% تتقاسمها جميع الفصائل الموقعة عليه ، ولم ينص على ميزة تفضيلية لحركة مسلحة دون غيرها حتى تمنح وزارات ايرادية بعينها ، ولم ينص ايضاً على تسمية الحقائب الوزارية التي تقع ضمن انصبة أطرافه.

 

إصرار حركتي “تحرير السودان_مناوي” والعدل والمساواة بقيادة “د.جبريل ابراهيم ” على وزارتي “المالية” و”المعادن” يفتح باب التكهنات واسعاً حول الأهداف والمطامع.

 

وفي ذات المنحى، يواجه الشريك العسكري صعوبات في حسم الأمر ، خشية أن يتهمه شركاؤه بمحاولة الهيمنة على السلطة ، بينما تمارس عليه أطراف أخرى موقعة على الاتفاق ضغوطاً هائلة من أجل إنصافها في الحصول على نصيبها الذي استولت عليه حركتين فقط.

 

لا غرابة أصلاً أن تكون هناك أزمة ثقة بين شركاء السلطة، التراشقات الاخيرة كرست أزمة ثقة عميقة.

 

هذا المشهد يعطينا درساً مهماً، مفاده أن تجربة الحرب هذه تؤكد ضرورة وأهمية حماية الجبهة الداخلية،وهذا يتطلب تقديم كل التنازلات الممكنة، السودانيين في “دارفور” و”كردفان” ينتظرون الخلاص من جحيم الجنجويد، ولن يغفروا لمن تركوهم يواجهون مصيراً دموياً وانصرفوا لتقسيم السلطة .

 

الدروس قاسية في هذه الحرب، لكنها مفيدة لمن لديه حكمة وتقدير سياسي صحيحان.

 

محبتي واحترامي

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.