أفادت مصادر مطلعة بأن عودة الحكومة إلى العاصمة الخرطوم تمت في خطوة مفاجئة وصفت بأنها تحمل “رسالة سيادية واضحة”، وفق ما أكده رئيس الوزراء في حوار بثته قناة الجزيرة، مشيرًا إلى أن كافة مؤسسات الدولة ستبدأ استئناف أعمالها تدريجيًا وفق جداول زمنية دقيقة تهدف لإعادة الحياة إلى طبيعتها في المدينة المنكوبة.
وأوضح رئيس الوزراء أن خطة الطوارئ تشمل قطاعات حيوية مثل الكهرباء والمياه والصحة والاتصالات، إضافة إلى تدابير أمنية مشددة لضمان انسياب الخدمات اليومية في الأحياء والأسواق، وهو ما وصف بأنه “أولوية قصوى” للمرحلة المقبلة.
وبحسب المعلومات التي حصل عليها “النوارس ” ، فإن الحكومة وضعت سقوفاً زمنية لعودة الخدمات، وسط تحديات لوجستية وأمنية معقدة ناتجة عن الأضرار الكبيرة التي لحقت بالبنية التحتية بسبب الحرب.
وأكد رئيس الوزراء أن إعادة الإعمار ستنطلق بالتنسيق مع شركاء محليين ودوليين، في ظل مساعٍ حكومية لتسريع الإجراءات وتوفير الدعم العاجل للمؤسسات الخدمية، والتي توقفت منذ اندلاع الأزمة.
وأضاف أن السلطات تعكف حالياً على إعداد خارطة طريق للتواصل مع المجتمع الدولي، بهدف دعم مشاريع إعادة البناء وضمان بيئة مستقرة تسمح بعودة الاستثمارات الأجنبية وتعافي الاقتصاد الوطني تدريجياً.
أظهرت مقاطع مصورة من أحياء بالعاصمة استعدادات ميدانية لإعادة تشغيل شبكات الكهرباء والمياه، في حين بدأت فرق طبية ومتطوعون في تجهيز مرافق صحية لتقديم خدمات أولية عاجلة للسكان العائدين تدريجياً.
يُذكر أن الخرطوم شهدت خلال الأشهر الماضية موجة نزوح واسعة وانقطاعاً شبه تام للخدمات، ما جعل عودة الحكومة خطوة جريئة تتابعها الأوساط الإقليمية والدولية عن كثب.