أفادت مصادر مطلعة أن قطاراً استثنائياً غادر صباح الأحد محطة رمسيس بالقاهرة، حاملاً على متنه نحو 1200 سوداني في إطار مشروع العودة الطوعية المجانية، الذي ترعاه منظومة الصناعات الدفاعية السودانية، في واحدة من أكبر عمليات الإجلاء المنظم منذ اندلاع الأزمة.
ووفق معلومات حصلت عليها “النوارس “، فإن الرحلة تحمل الرقم 28 ضمن البرنامج الإنساني الذي يهدف إلى تسهيل عودة السودانيين من مصر عبر مسار متكامل يبدأ من القاهرة وينتهي بمناطق متعددة داخل السودان، بعد التوقف في ميناء السد العالي بأسوان، حيث يتم نقل الركاب بواسطة حافلات مخصصة إلى ولاياتهم المختلفة.
البرنامج، الذي انطلق استجابةً للظروف المتدهورة التي فرضتها الحرب، لا يزال يشهد إقبالاً واسعاً من المواطنين، خصوصاً من الفئات الأكثر هشاشة، والذين يعجزون عن تحمّل تكاليف السفر في الظروف الراهنة.
أظهرت مقاطع مصورة بثّها مسافرون من داخل القطار مشاهد تنظيم دقيق ووجود طواقم لوجستية تتابع تحرّك الرحلة حتى الحدود. وأكد عدد من الركاب أن هذه المبادرة تمثل “شريان حياة”، مطالبين بتوسيع نطاقها لتشمل مزيداً من الرحلات والوجهات، وتفعيل التنسيق مع الجهات المعنية لتسريع الإجراءات.
وتشير التسريبات إلى أن هناك خططاً قيد الدراسة لتسيير قطارات إضافية خلال الأسابيع المقبلة، مع احتمال توفير وسائل نقل مباشرة إلى بعض الولايات الحدودية، في خطوة تهدف إلى تقليل زمن الرحلة وتخفيض الكلفة التشغيلية، وسط توقعات بتسجيل أرقام غير مسبوقة في عدد المستفيدين.
يُذكر أن مشروع العودة المجانية يحظى بمتابعة رسمية ومجتمعية واسعة، ويُعد من بين أبرز المبادرات التي تعكس دور منظومة الصناعات الدفاعية في دعم الاستقرار الاجتماعي والإنساني داخل السودان وخارجه، بالتوازي مع جهود محلية ودولية لإيجاد حلول دائمة لأزمة النزوح.