في خطوة غير معلنة، كشفت معلومات أن طائرة خاصة من طراز “بوينغ 737″، مملوكة لشركة “رويال جت” الإماراتية، أقلّت قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” من أبوظبي إلى جنيف، حيث التقى بشكل سري بمسعد بولس، مستشار الرئيس الأمريكي.
اللقاء الذي جرى خلف الأبواب المغلقة يأتي بعد ساعات فقط من اجتماع مماثل بين بولس ورئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان، ما أثار تكهنات حول مساعٍ أمريكية لإعادة تشكيل المشهد السوداني.
وأفادت مصادر دبلوماسية بأن واشنطن تتعامل مع الملف السوداني بقدر عالٍ من التحفظ، وسط جهود حثيثة لدفع الطرفين نحو اتفاق شامل لوقف الحرب. الصحفية رنا أبتر اعتبرت أن التكتم الأمريكي يعكس حساسية الملفات المطروحة، خاصة ما يتعلق بإعادة ترتيب النفوذ الإقليمي وضمان تدفق المساعدات الإنسانية.
وفقًا لوكالة الأنباء الفرنسية، تناول لقاء البرهان مع بولس مقترحًا أمريكيًا متكاملًا يتضمن وقفًا فوريًا لإطلاق النار وآلية مراقبة دولية لتسهيل عبور المساعدات إلى المدنيين. كما كشفت صحيفة “ذا ناشيونال” عن ضغوط تمارسها الإدارة الأمريكية عبر قنوات متعددة، استعدادًا لطرح الخطة في اجتماع رباعي يجمع السعودية، مصر، الإمارات، والولايات المتحدة، رغم تأجيل انعقاده.
مصادر مطلعة أشارت إلى أن تحركات حميدتي جاءت بضمانات أمنية خاصة، في وقت تصاعدت فيه المؤشرات على تغيير محتمل في المواقف الدولية تجاه الدعم السريع، خصوصًا بعد تواتر معلومات عن تجاوزات خطيرة بحق المدنيين.
على الصعيد المحلي، رحبت قوى مدنية ومنظمات حقوقية بهذه اللقاءات، واعتبرتها مؤشرًا على بداية تحوّل في موازين الأزمة، لكنها طالبت بالكشف عن تفاصيل المبادرة تفاديًا لما وصفته بـ”تضليل الرأي العام”. هيئة محامي دارفور شددت على ضرورة توجيه ضغوط حقيقية نحو وقف تحويل الصراع إلى حرب بالوكالة، في حين دعا القيادي مبارك أردول البرهان إلى مصارحة الشعب بمخرجات اللقاء.
في ظل هذه التطورات، يبدو أن المشهد السوداني دخل مرحلة جديدة من التفاوض الخفي، تقودها واشنطن بحذر، فيما يترقب الشارع السوداني بوادر اختراق فعلي ينهي واحدة من أعقد الحروب الأهلية في إفريقيا الحديثة.