في تطور لافت يعكس حجم التحديات الأمنية التي تواجه السودان، أفادت مصادر مطّلعة بأن مجلس الأمن والدفاع عقد اجتماعًا حاسمًا السبت، برئاسة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، لمناقشة تحركات خطيرة تقودها مجموعات مسلحة في إقليم دارفور، وسط تحذيرات من تصعيد إقليمي وشيك.٠
ناقش المجلس التهديدات التي تمثلها ما وصفتها الحكومة بـ”مليشيا آل دقلو” وجماعة “تأسيس”، واللتين تسعيان إلى تشكيل سلطة موازية في دارفور بدعم خارجي، في إشارة ضمنية إلى تورط مباشر من قبل حكومة أبوظبي، بحسب ما ورد في الاجتماع.
وأظهرت مقاطع مصورة تم تداولها مؤخرًا انتشارًا واسعًا لعناصر تلك الجماعات في مناطق استراتيجية داخل الإقليم، ما دفع المجلس لتأكيد جهوزية القوات المسلحة السودانية للتعامل مع أي محاولات لزعزعة الاستقرار، وتشديده على حماية سيادة البلاد ومواردها الحيوية، بما فيها مناطق الذهب والمعابر الحدودية.
البرهان، الذي ترأس الجلسة بكامل أعضاء المجلس، حيّا ما وصفه بـ”صمود الشعب السوداني والمشاركين في حرب الكرامة”، مؤكدًا أن الموقف العسكري مستقر في مختلف الجبهات، وأن الدولة قادرة على التصدي لأي اختراقات أمنية أو مشاريع تفكيكية تهدد وحدة السودان.
يُذكر أن هذا الاجتماع يأتي في ظل تصاعد التوترات الداخلية وتزايد المؤشرات حول تدخلات خارجية في المشهد السوداني، ما يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من المواجهات الجيوسياسية في القرن الإفريقي، وسط صمت دولي ملحوظ.