في تحرك يعكس تحولات مفصلية بالمنطقة، أفادت مصادر موثوقة بوصول رئيس وزراء السودان د. كامل الطيب إدريس إلى مطار القاهرة الدولي صباح الخميس، في زيارة رسمية هي الأولى منذ توليه المنصب، وذلك لبحث ملفات استراتيجية مع نظيره المصري د. مصطفى مدبولي، تتصدرها أزمات السودان، مستقبل سد النهضة، وأمن البحر الأحمر.
ووفق معلومات حصلت عليها المنصة، تأتي هذه زيارة كامل إدريس في وقت تسعى فيه القاهرة إلى إعادة تموضعها في العلاقة مع الخرطوم، بعد التغييرات الجوهرية التي طرأت على المشهد السوداني، وتشكيل ما يُعرف بـ”حكومة الأمل”.
أظهرت مقاطع مصورة من أرض المطار مراسم استقبال رسمية، عُزف خلالها السلامان الوطنيان واستُعرض حرس الشرف، بحضور وزير الثقافة المصري د. أحمد فؤاد هنو، بصفته رئيس بعثة الشرف، والفريق أول عماد الدين عدوي، سفير السودان في القاهرة، في إشارة واضحة إلى أهمية الزيارة على المستويين السياسي والدبلوماسي.
الجلسة المرتقبة بين مدبولي وإدريس ستناقش ملفات محورية، أبرزها دعم الاستقرار الداخلي في السودان، التعاون في مجالات الطاقة، التجارة، والإعمار، إلى جانب بحث أوضاع السودانيين المقيمين في مصر، والتنسيق حيال قضايا إقليمية حساسة، من أبرزها سد النهضة وأمن البحر الأحمر، وسط ما تصفه مصادر دبلوماسية بأنه “مرحلة إعادة توزيع النفوذ في شرق أفريقيا”.
وتسعى مصر، وفق خبراء، إلى ضبط إيقاع العلاقات مع السودان على قاعدة الشراكة الاستراتيجية، خاصة بعد تراجع تأثير بعض الأطراف الخارجية التي ساهمت في تأزيم المرحلة الماضية، في حين تعتبر الخرطوم القاهرة شريكًا محوريًا في ملفات إعادة الإعمار والانتقال السياسي.
الزيارة، بتوقيتها ورسائلها، لا تبدو مجرد بروتوكول دبلوماسي، بل محطة فاصلة في علاقة البلدين وتوازنات الإقليم.