أفادت مصادر محلية موثوقة بأن سلطات محلية أمدرمان بدأت صباح اليوم إجراءات صرف دفعتين متأخرتين من الدعم النقدي المباشر، وسط تدابير لوجستية مشددة في مركز صحي عبد المنعم بحي المظاهر.
ويستهدف هذا الإجراء أكثر من 9,500 مستحق، من بينهم ذوو الإعاقة، الأرامل، الأيتام، وأسر شهداء معركة الكرامة من المدنيين والعسكريين.
وفق معلومات حصل عليها ” موقع النوارس “، فإن عملية الصرف التي تستمر لثلاثة أيام تأتي ضمن برنامج متكامل تنفذه الإدارة العامة للتنمية المجتمعية وتخفيف حدة الفقر بوزارة التنمية الاجتماعية بولاية الخرطوم، بالتنسيق مع مفوضية الضمان الاجتماعي والتكافل، وبنك الادخار والتنمية الاجتماعية، وسط ظروف اقتصادية متدهورة تعيشها الولاية.
وأظهرت مقاطع مصورة من موقع الحدث صفوفًا طويلة لمواطنين ينتظرون استلام مستحقاتهم في ظل انقطاع شبه كامل لمصادر الدخل بسبب الحرب المستمرة، وتداعيات النهب الواسع الذي طال ممتلكات المواطنين. مصادر محلية وصفت المشهد بأنه “أقرب إلى طوارئ إنسانية صامتة”.
مديرة التنمية الاجتماعية بالمحلية، أمل عوض سبيل، كشفت أن الصرف يشمل الدفعتين السابعة والثامنة للعام 2025، إلى جانب مستحقات متبقية من العام 2024 لنحو 509 مستفيدين. وأكدت أن الخطوة القادمة تتضمن تمويلاً إنتاجيًا عبر مشاريع فردية وجماعية ستتم متابعتها بضمانات مصرفية محددة.
في سياق موازٍ، تُخطط حكومة ولاية الخرطوم لتفعيل اتفاقية ثلاثية بين وزارة التنمية الاجتماعية وبنك الادخار ومفوضية مكافحة الفقر، بهدف تحويل الدعم النقدي من مجرد مساعدة مؤقتة إلى تمويل دائم منظم عبر آليات تابعة لبنك السودان المركزي.
ورغم هذا التحرك، تؤكد تقارير ميدانية وجود آلاف الأسر التي لم يشملها الدعم، تعيش في فقر مدقع، لا تجد قوت يومها، وتخوض معركة يومية للبقاء في العاصمة التي تحولت إلى ما يشبه “مدينة الظلال” بالنسبة للمنسيين من برامج الدعم الرسمية وغير الحكومية.