مدّدت الخطوط الجوية الإثيوبية للمرة الرابعة تعليق رحلاتها من وإلى مطار بورتسودان الدولي حتى 31 أغسطس المقبل، بسبب استمرار التهديدات الأمنية في محيط المطار وتصاعد التوترات شرق السودان، خاصة بعد تعرض المطار لهجمات متكررة من قِبل مجموعات مسلحة.
هذا التمديد المتكرر يعكس حالة عدم الاستقرار الأمني ويؤكد على تعمّق العزلة الجوية التي يعيشها السودان منذ اندلاع النزاع.
في ظل توقف معظم الرحلات المباشرة إلى المدن السودانية الكبرى، برز مطار بورتسودان كمنفذ جوي وحيد للبلاد خلال الأشهر الماضية. إلا أن الضربة الأخيرة التي تلقاها المطار دفعت كبرى شركات الطيران، مثل الإثيوبية والمصرية، إلى إيقاف خدماتها الجوية إلى السودان، في مؤشر على انعدام الثقة بسلامة المجال الجوي السوداني.
تعليق الرحلات الجوية المنتظمة ألقى بظلاله السلبية على المواطنين، خاصة المرضى والطلاب وأصحاب الحاجات الملحّة للسفر، في ظل صعوبات الوصول إلى بدائل آمنة وارتفاع تكاليف النقل وانهيار الخدمات في مناطق النزوح.
كما ساهمت هذه التطورات في تفاقم أزمة نقص الأدوية والمستلزمات الطبية، التي كانت تصل عبر مطار بورتسودان، مما يزيد من الضغط على النظام الصحي المتدهور أصلًا بفعل الحرب.
القرار الإثيوبي لا يُعد حالة معزولة، بل ينسجم مع التحذيرات الصادرة عن منظمات دولية وجهات طيران عالمية، التي دعت إلى تجنّب التحليق فوق السودان بسبب المخاطر الأمنية المتزايدة، خاصة بعد تقارير عن تهديدات تعرضت لها طائرات مدنية خلال الأسابيع الماضية.
هذه المخاوف تعكس اتساع رقعة النزاع وتأثيراته المباشرة على البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك المطارات، التي لم تعد خارج دائرة الاستهداف.
ومع استمرار حالة عدم اليقين، تواجه بورتسودان خطر العزلة الكاملة عن العالم، في وقت تحاول فيه الحكومة السودانية إقناع شركات الطيران بإعادة تشغيل الرحلات.
غير أن غياب الضمانات الأمنية وعدم وجود توافق دولي حول استقرار الأوضاع، يجعل من استئناف الملاحة الجوية أمرًا مؤجلًا إلى إشعار آخر، ما يزيد من تعقيد الأزمة الإنسانية ويقيّد قدرة البلاد على التواصل مع الخارج.