متابعات – النوارس – استقبلت سلطات الولاية الشمالية السودانية، أولى دفعات المُبعدين من جمهورية مصر العربية، والبالغ عددهم 335 شخصاً، بينهم سودانيون ومواطنون من دولتي جنوب السودان وإثيوبيا، بعد فرارهم من تصاعد وتيرة الأحداث الأمنية في منطقة المثلث الحدودي نتيجة هجمات ميليشيا الدعم السريع المتمردة.
وكشف مفوض العون الإنساني بالولاية ومقرر اللجنة الفنية لقضايا الهجرة والاتجار بالبشر، د. عبد الرحمن علي خيري، أن من تم استقبالهم حتى الآن يمثلون جزءاً من موجة نزوح متوقعة قد تتجاوز خمسة آلاف خلال الأيام المقبلة، في ظل استمرار التوترات والانفلات الأمني بالمنطقة المتاخمة للحدود مع مصر وليبيا.
وأضاف خيري أن لجنة الطوارئ بالولاية على تنسيق دائم مع السلطات الولائية والاتحادية، لا سيما إدارة المعابر، وذلك لضمان تنظيم عملية الاستقبال والتعامل مع أوضاع الفارين، مشيراً إلى المتابعة المستمرة من جانب والي الولاية، الفريق الركن عبد الرحمن عبد الحميد، ومدير المعابر الاتحادي الفريق الركن ياسر محمد عثمان.
وأكد خيري أن الإجراءات الضرورية قد تم اتخاذها فور وصول المبعدين، بما في ذلك التحري والفحص الطبي والتنسيق لترحيلهم بشكل آمن إلى ذويهم أو جهات إقامتهم الأصلية، مشدداً على أن الغالبية ينحدرون من مناطق مختلفة في السودان، إلى جانب عدد من الأجانب.
وثمّن خيري جهود السلطات المصرية في التعامل الإنساني مع السودانيين الذين عبروا الحدود إليها بطرق مختلفة، معرباً عن تقدير حكومة الولاية للدور المصري في تسهيل إجراءات الترحيل، وضمان سلامة العائدين حتى وصولهم إلى دنقلا.
وفي لفتة إنسانية، وجّه مفوض العون الإنساني نداءً عاجلاً للمنظمات الدولية والوطنية والجهات المانحة، داعياً إلى التدخل السريع ودعم الجهود الحكومية في مواجهة موجة النزوح الجديدة، خاصةً مع تزايد أعداد الفارين من مناطق النزاع في المثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا.
يُشار إلى أن معظم العائدين هم من العاملين في قطاعات التعدين التقليدي والتجارة، وقد أفادوا بأنهم تعرضوا لنهب شامل من قبل الميليشيات المتمردة التي استولت على ممتلكاتهم وأموالهم، مما اضطرهم للفرار وإنقاذ أرواحهم، في رحلة شاقة انتهت بوصولهم إلى دنقلا، كنقطة عبور أولى نحو مناطقهم الأصلية أو دولهم الأم.