النوارس نيوز
عين الحقيقة

كشف الحقائق.. بيان شفاف من بعثة الحج السودانية

متابعات - النوارس

متابعات –  النوارس  –  بينما كان حجاج بيت الله الحرام يؤدون مناسكهم في أجواء يسودها الأمن والطمأنينة في أول أيام التشريق بمشعر منى، ويتهيأون لرمي الجمرات الثلاث تمهيدًا للتفويج إلى مكة المكرمة، تداولت بعض المنصات الإعلامية ووسائل التواصل معلومات غير دقيقة ومضامين مضللة بشأن أداء بعثة الحج السودانية، الأمر الذي استوجب توضيح الحقائق للرأي العام.

 

تنظم أعمال الحج في السودان ضمن خطة وطنية متكاملة أُقرت من قبل مجلس الوزراء وتخضع لإشراف مباشر من مجلس السيادة الانتقالي، وتشارك في تنفيذها وزارات اتحادية وحكومات ولائية ومؤسسات مختصة، إضافة إلى شركاء من القطاع الخاص، وبالتنسيق التام مع الجهات السعودية المعنية. وتعتمد هذه المنظومة على وثيقة رسمية موقعة مع وزارة الحج والعمرة بالمملكة العربية السعودية، تمثل الإطار القانوني والفني الذي ينظم حركة الحجاج السودانيين لهذا الموسم.

 

يُدار الموسم وفق آليات مؤسسية دقيقة تلتزم بكل الاشتراطات والمعايير المعتمدة من السلطات السعودية، التي تبذل جهودًا ضخمة وتطبق أنظمة متطورة في مجالات إدارة الحشود، وتوفير الخدمات، وضمان السلامة، والإعاشة، والرعاية الصحية، والإسكان، والنقل. وتؤمن بعثة الحج السودانية بأن هذا العمل ليس مجرد مهمة تنظيمية، بل هو عبادة جماعية ومهمة وطنية تستلزم الإخلاص والدقة في الأداء والتجرد التام في خدمة الحجيج.

 

 

رغم ما تمر به البلاد من ظروف استثنائية معقدة تتمثل في الحرب والنزوح والتشظي الجغرافي والمجتمعي، تمكّن المجلس من استكمال إجراءات سفر أحد عشر ألفًا وخمسمئة حاج من داخل السودان، إلى جانب سبعمئة وتسعة من السودانيين المقيمين بالخارج، قدموا من إحدى وتسعين دولة حول العالم. ويعكس هذا الإنجاز مستوى الجهد المبذول والتنظيم المحكم رغم التحديات الكبيرة.

 

 

تناقلت بعض الجهات الإعلامية صورًا ومشاهد مجتزأة من زيارة شخصية لبعض أفراد البعثة في المشاعر المقدسة، وجرى استخدامها بطريقة مضللة لا تعكس الواقع ولا تنصف الأداء الفعلي. كما تم تداول معلومات غير صحيحة عن أوضاع الإسكان في منى. وهنا يوضح المجلس أن توزيع المساحات داخل المشاعر يتم حصريًا عبر أنظمة دقيقة تضعها وزارة الحج والعمرة السعودية، ولا علاقة لأي بعثة بها من حيث التقدير أو التوزيع.

 

 

وتُخصص المساحة لكل حاج داخل مشعر منى بما لا يتجاوز مترًا مربعًا، وهي معايير مطبقة على كافة حجاج العالم حفاظًا على السلامة ووفق قدرة البنية التحتية للموقع. ومن ثم، فإن تصوير هذا الواقع على أنه خلل في تنظيم البعثة السودانية هو تجنٍّ على الحقائق ومعايير العمل المتبعة دوليًا.

 

 

وفيما يخص خدمات التغذية، يتم التعاقد حصريًا مع شركات إعاشة مرخصة من قبل الجهات المختصة بالمملكة، وتُعتمد ثلاث وجبات يومية من قوائم رئيسية تضعها السلطات السعودية، وتُخضع عملية التحضير والتوزيع لنظام عالمي لضمان سلامة الغذاء يُعرف باسم HACCP، وهو نظام دولي معمول به لضمان خلو الأغذية من الملوثات والمخاطر الصحية. وقد أثبتت المملكة عبر مواسم متتالية نجاحًا كبيرًا في تقديم إعاشة آمنة دون تسجيل أية أزمات غذائية.

 

 

أما بشأن تنفيذ نسك الهدي، فإن السودان ملتزم بالكامل بتطبيق هذا النسك من خلال المشروع الرسمي المعتمد من المملكة للإفادة من الهدي والأضاحي، ويجري إدراج تكلفته ضمن الحزمة الكاملة للخدمات المقدمة للحاج، وتسدد قيمته إلكترونيًا عبر منصة المسار الإلكتروني السعودية لضمان أعلى درجات الشفافية. وقد بلغ سعر صك الهدي هذا العام سبعمئة وعشرين ريالًا سعوديًا، كما تُرد المبالغ المستحقة للحجاج المفردين الذين لا يطلب منهم النسك شرعًا وفق إجراءات نظامية واضحة.

 

تغطي التكلفة الإجمالية للحج كافة النفقات المرتبطة بالخدمات المقدمة داخل المملكة، وتشمل النقل الداخلي، السكن، الإعاشة، الهدي، المستلزمات، الخدمات الإلكترونية، وأعمال الطوافة بالمشاعر. وتُبرم العقود إلكترونيًا داخل النظام السعودي الرسمي، ويجري سدادها وفق آلية محكمة، وتُعد التكلفة السودانية من الأقل على مستوى الدول الأخرى بالنظر إلى ما تقدمه من خدمات.

 

 

يعترف المجلس بأهمية النقد الموضوعي القائم على المعلومة الدقيقة والتقييم المستند إلى الملاحظة المهنية الصادقة، ويرحب بكل ما يسهم في تطوير الأداء وتحسين الخدمات، إلا أنه في الوقت نفسه يرفض الحملات التي تستند إلى حالات فردية أو مشاهد مجتزأة تهدف إلى التشويه والتقليل من الجهود المبذولة، ويعتبرها ممارسات تفتقر إلى أدنى درجات المصداقية والمهنية.

 

 

ويعبّر المجلس عن تقديره الكبير للمملكة العربية السعودية قيادة وحكومة وشعبًا، لما تبذله من جهود مخلصة سنويًا في تنظيم موسم الحج وإدارته بأعلى درجات الكفاءة والانسيابية، والتي حازت على إشادات دولية واسعة. كما يؤكد المجلس التزامه التام بكافة الأنظمة والضوابط الصادرة عن الجهات السعودية، وحرصه على تعزيز الشراكة الراسخة بين الجانبين.

 

 

يضع المجلس هذه الحقائق أمام الشعب السوداني الكريم بكل شفافية، ويؤكد أن خدمة الحجاج ستظل أمانة كبرى لا تخضع للمزايدات، وتخضع كل تفاصيلها لرقابة دقيقة من أجهزة الدولة ومشاركة ممثلين عن الجهات العدلية والرقابية، إلى جانب وحدات متخصصة في التقويم والمتابعة. كما يُعد في نهاية الموسم تقريرًا شاملًا مدعومًا بالإحصاءات والمستندات الرسمية يُرفع للجهات المختصة في الدولة.

 

ويجدد المجلس فتح أبوابه أمام كل رأي موضوعي وملاحظة بنّاءة تسهم في ترقية التجربة، متقدمًا بالشكر والتقدير لأبناء الشعب السوداني على ثقتهم، ولكافة الشركاء داخل السودان وخارجه على دعمهم وتعاونهم، داعيًا الله أن يتقبل من الحجاج حجهم، وأن يعيدهم سالمين غانمين، وأن يهب السودان السلام والاستقرار والنماء.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.