متابعات – النوارس – تلقت الفنانة اللبنانية كارول سماحة صباح السبت خبرًا مفجعًا بوفاة زوجها، المنتج والإعلامي المصري الدكتور وليد مصطفى، عن عمر ناهز الثالثة والخمسين، بعد معاناة طويلة مع المرض، كما أفادت وسائل إعلام مصرية.
وقد شكّل رحيله صدمة كبيرة في الأوساط الفنية والإعلامية، لما كان يتمتع به من حضور مؤثر ودور بارز في تطوير المشهد الإعلامي المصري والعربي خلال العقدين الماضيين.
عرفت كارول سماحة بتمسكها بخصوصية حياتها الشخصية، وحرصها على إبقاء تفاصيلها بعيدًا عن الأضواء. ومع ذلك، لم تُخفِ في مناسبات سابقة ما مرّت به من لحظات قاسية بسبب مرض زوجها، الذي أثّر بشكل واضح على ظهوره العام ونشاطه المهني، دون أن تفصح عن طبيعته احترامًا لرغبته في الصمت، خصوصًا بعد دخوله المستشفى عام 2018، في واحدة من أكثر الفترات حساسية في حياتهما المشتركة.
تميّز الراحل بمسيرة مهنية غنية، بدأها بتأسيس جريدة “اليوم السابع” عام 2007، التي سرعان ما أصبحت من الصحف الأكثر تأثيرًا وانتشارًا في مصر والعالم العربي، حيث تولى رئاسة مجلس إدارتها حتى عام 2013. وفي عام 2011، أطلق قناة “النهار” الفضائية، التي ساهمت في إعادة تشكيل الإعلام المصري بعد ثورة يناير، مقدّمًا من خلالها محتوى متنوعًا حمل بصمة مهنية واضحة واهتم بقضايا الناس. واصل جهوده في تحديث الإعلام من خلال رئاسته للشركة المالكة لإذاعة “إنرجي”، النسخة العربية من الشبكة العالمية التي نجحت في استقطاب الشباب عبر محتوى عصري متجدد، ليظل دائمًا صوتًا مؤمنًا بأن الإعلام مسؤولية ورسالة قبل أن يكون مجرد وسيلة.
كارول سماحة ودّعت شريك حياتها بكلمات مؤثرة نشرتها عبر حسابها الرسمي، جاء فيها: “إنا لله وإنّا إليه راجعون… فقدت اليوم زوجي وحبيبي الدكتور وليد مصطفى بعد رحلة طويلة من الصراع مع المرض”، وأضافت: “لم أرَ في حياتي من آمن بالنضال مثلك يا وليد حبيبي، خسرت جسدك لكنّ روحك ستظل قدوة لي. لن أنسى وصيتك، وستبقى ذكراك نارا في قلبي… حتى نلتقي حيث لا ألم ولا بكاء ولا فراق”.
نعى عدد كبير من الإعلاميين والفنانين رحيل وليد مصطفى بكلمات جمعت بين الحزن والاحترام، مشيدين بمسيرته المهنية وبشخصيته التي عكست توازنًا نادرًا بين الصرامة المهنية والعمق الإنساني. ومنذ زواجه بكارول سماحة في عام 2013، في حفل بسيط بقبرص، عُرفت علاقتهما بالتوازن والدعم المتبادل، وأثمرت عن ابنة واحدة، فيما حرص كلاهما على إبقاء حياتهما العائلية بعيدًا عن عدسات الإعلام، مكتفيين ببعض اللقطات النادرة التي كانت تنشرها كارول وتُظهر حجم المحبة والاحترام الذي جمع بينهما.
حتى الآن، لم تصدر أي معلومات رسمية بشأن تفاصيل الجنازة أو مراسم التشييع، إلا أن التوقعات تشير إلى إقامة وداع خاص يقتصر على العائلة والمقرّبين. برحيله، يفقد الإعلام العربي شخصية رائدة آمنت بدور الكلمة وبقوة الرسالة، وكرّس سنوات من حياته لتأسيس منصات إعلامية تركت أثرًا واضحًا في وعي الجمهور، مُجسدًا نموذجًا للإعلامي الذي يرى في المهنة مسؤولية تجاه الناس، لا مجرد منصة للظهور أو النفوذ.