متابعات – النوارس – رحم الله الشاعر السوداني الكبير محمد مريخة، الذي وافته المنية بمدينة أم درمان بعد مسيرة طويلة من العطاء والإبداع الشعري الذي أثرى الساحة الثقافية والفنية في السودان. يعتبر محمد مريخة أحد رموز الشعر السوداني، واشتهرت كلماته التي حملت روح البساطة والتراث الكردفاني الأصيل.
ولد الشاعر محمد مريخة في مدينة بارا بولاية كردفان، ونشأ في حي الركابية بأم درمان، وهو الحي الذي جمعه بالفنان الراحل عبد الرحمن عبد الله. بدأ مريخة رحلته الشعرية مبكرًا وتميزت كلماته بالقدرة على التعبير عن القيم السودانية والتراث المحلي، مما جعله قريبًا من قلوب السودانيين.
من أبرز أعماله التي لاقت انتشارًا واسعًا أغنية “طبيق العسل” أو المعروفة بـ “شقيش قول لي مروّح”، والتي تغنى بها الفنان عبد الرحمن عبد الله. كذلك، تعاون الشاعر مع الفنان مصطفى سيد أحمد في أعمال خالدة مثل “كيف أنساك” التي لحنها الموسيقار بدر الدين عجاج، وأغنية “صابرين”.
ساهم محمد مريخة بشكل كبير في إثراء الساحة الفنية السودانية من خلال كلماته التي أداها عمالقة الفن السوداني مثل عبد الرحمن عبد الله ومصطفى سيد أحمد. كما كان أحد الشعراء البارزين الذين أضافوا لمسة تراثية في أعمالهم، حيث تأثر بفن البيئة الكردفانية وعكسه في أشعاره.
نعاه العديد من الشعراء والفنانين الذين أشادوا بمسيرته وإبداعه. قال الشاعر مدني النخلي:
> “إنا لله وإنا إليه راجعون، تقبله الله قبولًا حسنًا وجعل قبره روضة من رياض الجنة”.
كما وصفه الشاعر أزهري محمد علي بأنه:
> “جميل وودود وناكر لذاته في زهده الصوفي الحليم”.
أما الفنان علاء الدين سنهوري، فقد رثاه قائلاً:
> “رحم الله شاعر المعلم والمعلمة والمنديل والسباتة وكيف أنساك وصابرين، وكميات من الأغاني التي تغنى بها عبد الرحمن عبد الله ومصطفى سيد أحمد”.
برحيل محمد مريخة، فقدت الساحة الشعرية السودانية قامة كبيرة، إلا أن إرثه سيبقى خالدًا من خلال كلماته التي عبرت عن هموم الشعب السوداني وأحلامه، وربطت بين الأجيال بفضل قدرتها على استحضار الجمال في تفاصيل الحياة اليومية.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
التعليقات مغلقة.