متابعات – النوارس – تمثل قصة فينيسيوس جونيور، نجم ريال مدريد والمنتخب البرازيلي، لحظة مؤثرة تعكس الترابط الإنساني والتاريخي العميق بين الشعوب، بعد أن كشف اختبار الحمض النووي عن أصوله الإفريقية التي تعود إلى قبيلة تيكار في شمال الكاميرون.
هذا الاكتشاف أظهر أن جذور أجداده تعود إلى منطقة وادي النيل في السودان قبل هجرتهم إلى الكاميرون، وهي رحلة تاريخية تؤكد التفاعل الثقافي والإنساني بين مناطق إفريقيا المختلفة عبر العصور.
الخبراء والباحثون في تاريخ إفريقيا مثل جوان رييرا ومارتن إلوغا أكدوا أن قبيلة تيكار تعود أصولها إلى مملكة كوش في السودان، التي اشتهرت بحضارتها وتأثيرها الثقافي الكبير.
وقد ساهمت الهجرات التي قامت بها القبيلة في تشكيل الهوية الثقافية والاجتماعية في الكاميرون، حيث عُرفوا بتفوقهم في صناعة الحديد وأُطلق عليهم لقب “الغزاة السودانيين”، وهو ما عزز تأثيرهم في شمال ووسط الكاميرون.
جهود منصة “AfricanAncestry.com”، التي كشفت عن هذا الإرث، تُعد محاولة لإعادة بناء التاريخ العائلي للأفارقة في الشتات، وهو تاريخ تعرض للطمس بفعل العنصرية وإرث العبودية. الكشف عن جذور فينيسيوس يعيد إحياء هذا الإرث، ويبرز أهمية تقدير الهوية الإفريقية وربطها بالأجيال الجديدة.
فينيسيوس جونيور، الذي أصبح رمزاً عالمياً في محاربة العنصرية، يعزز بهذا الكشف رسالته الإنسانية التي تتجاوز حدود الرياضة، مؤكداً أن الهوية الثقافية والتاريخية عنصر أساسي في بناء التضامن بين الشعوب. هذه القصة ليست فقط توثيقاً للأصول، بل دعوة للاحتفاء بالإرث الإفريقي واستلهام قيم الوحدة والتكاتف الإنساني.
التعليقات مغلقة.