متابعات – النوارس – اكتشاف أثري جديد في قلعة شنان شمال السودان: نافذة على حضارات وادي النيل
في اكتشاف أثري مهم، كشف فريق بحثي سوداني عن موقع أثري جديد في قلعة شنان شمال السودان، ليضاف إلى سلسلة المواقع الأثرية العريقة في البلاد. وتأتي أهمية هذا الاكتشاف في ظل تحديات كبيرة تواجهها الآثار السودانية التي تضررت بسبب الصراع الداخلي المستمر منذ أبريل 2023، والذي أثر بشكل مباشر على المواقع الأثرية الهامة.
الفريق البحثي وهدف الحفريات
تشكل فريق البحث من أساتذة وطلاب قسم الآثار والسياحة بجامعة شندي، حيث ركزوا على موقع قلعة شنان الذي يُعتقد أنه يعود لآلاف السنين. ولم يكن الهدف من الحفريات مجرد اكتشاف القطع الأثرية بل إحياء قصص الحضارات القديمة، حيث أظهرت الأدوات الحجرية والآثار المكتشفة الحياة اليومية وثقافة الشعوب التي عاشت هناك.
الأدوات الحجرية المكتشفة ودلالاتها
أثناء الحفريات، اكتُشفت أدوات حجرية قديمة تُظهر آثار استخدام متكرر، مما يعكس مهارة صانعيها وتفاعلهم العميق مع البيئة. من المحتمل أن هذه الأدوات كانت تُستخدم للصيد وجمع الطعام، مشيرة إلى اعتماد السكان على موارد الطبيعة بشكل كبير في حياتهم اليومية.
الطقوس الجنائزية والمعتقدات القديمة
كما كشفت الحفريات عن وجود مدافن وهياكل عظمية دفنت بطرق مختلفة، مما يوحي بممارسات جنائزية خاصة تُظهر المعتقدات التي سادت في تلك الحقبة. هذه الطقوس تعكس فلسفات عميقة حول الحياة والموت ودور الدين في حياة السكان.
ملامح من حضارة مروي
أظهرت الآثار المكتشفة أيضا ارتباط قلعة شنان بحضارة مروي الشهيرة، والتي ازدهرت في شمال السودان وتفاعلت تجارياً وثقافياً مع حضارات أخرى مثل المصرية والرومانية. وأشارت الجداريات الملونة والمعابد المكتشفة إلى تطور حضارة مروي، وأهمية الدين والرموز المشتركة فيها.
تحديات الحماية والاستدامة للموقع الأثري
رغم أهمية هذا الموقع التاريخي، يواجه الموقع تحديات عديدة مثل التغير المناخي والاعتداءات البشرية، التي ازدادت مع النزوح بسبب الصراع في السودان. ويشكل الوعي المجتمعي أهمية كبرى في حماية هذا الموقع، حيث يمكن للمجتمع المحلي أن يلعب دوراً فعالاً في الحماية من خلال الإبلاغ عن أية محاولات تخريب أو تهريب.
التعاون الدولي لتطوير الموقع
من جانب آخر، يسعى الباحثون إلى تعزيز التعاون الدولي من خلال دعم مؤسسات عالمية مثل جامعة أوكسفورد لتطوير قلعة شنان وتحويلها إلى وجهة بحثية وسياحية عالمية، مع دعم الجهود المحلية لتطوير البنية التحتية وحماية التراث الثقافي للسودان.
الخاتمة: ضرورة الحفاظ على قلعة شنان للأجيال القادمة
إن قلعة شنان ليست مجرد موقع أثري، بل هي رمز للهوية السودانية وكنز تراثي يعبر عن تاريخ طويل من الحضارات المتعاقبة. الحفاظ على هذا الموقع يتطلب تضافر الجهود بين المجتمع المحلي والدعم الحكومي والدولي لضمان استدامته وحمايته كجزء من التراث الثقافي العالمي.
التعليقات مغلقة.