في تطور لافت يعكس تنسيقًا عالي المستوى، أفادت مصادر مطلعة بأن السلطات المصرية بدأت تنفيذ حزمة إجراءات غير مسبوقة لتسهيل أوضاع السودانيين المقيمين في مصر، تشمل تسريع إصدار الإقامات، وتسهيلات تعليمية فورية لأبناء الجالية، وتقليص فترات الانتظار المتعلقة بالموافقات الأمنية.
ووفق معلومات حصلت عليها ” النوارس ” أكد السفير السوداني عماد الدين عدوي أن الإقامات ستُمنح خلال فترة لا تتجاوز أسبوعين من تاريخ تقديم الطلب، ما يمثل تحوّلًا نوعيًا في التعامل مع الملفات المتراكمة ويقلل من معاناة آلاف الأسر النازحة من الحرب.
أما فيما يخص الجانب التعليمي، فقد تم اعتماد قرار استثنائي يسمح للطلاب السودانيين بالتسجيل في المدارس المصرية قبل صدور الإقامة الرسمية، وهو ما أظهرته مقاطع مصورة لتوافد الأسر السودانية على مكاتب التعليم في عدة محافظات، ما يعكس استجابة سريعة لحاجة ملحّة في ظل نزوح قسري واسع.
كما كشف السفير عدوي عن أن الموافقات الأمنية ستصدر في غضون ثلاثة أيام فقط، شريطة استيفاء المستندات، مما يُعزز من سهولة التنقل والإقامة القانونية، ويخفف العبء الكبير عن مكاتب استخراج الأوراق الرسمية.
تأتي هذه التسهيلات في ظل تزايد أعداد السودانيين الفارين من النزاع، حيث تشير تقديرات غير رسمية إلى وجود عشرات الآلاف من الأسر التي تبحث عن استقرار قانوني وتعليمي وصحي في مصر، وسط تحذيرات حقوقية من تفاقم الأزمة دون دعم حقيقي.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تعكس تفاهما عميقا بين القاهرة والخرطوم، وحرصًا مشتركًا على تجنيب المدنيين تبعات الأزمة السياسية في السودان، في وقت تسعى فيه مصر لتثبيت دورها الإقليمي كحاضنة للأزمات الإنسانية.