أفادت مصادر محلية وشهادات ميدانية بأن موجة غير معتادة من الأمطار الغزيرة ضربت مناطق واسعة من السودان، مسببة فيضانات جارفة وانهيارات جزئية في البنية التحتية، إلى جانب تسجيل حالات وفاة في بعض الولايات المتضررة.
وفق معلومات حصلت عليها ” النوارس ” ، فإن ولاية نهر النيل تصدرت قائمة المناطق الأكثر تضررًا، حيث اجتاحت السيول عددًا من القرى والمدن، وأظهرت مقاطع مصورة انهيار عشرات المنازل بسبب فيضان الأودية، وسط مناشدات من الأهالي بضرورة التدخل .
في العاصمة الخرطوم، استمرت الأمطار لنحو خمس ساعات متواصلة، ما أدى إلى فيضان مجاري التصريف، خاصة في غرب أم درمان، حيث غمرت المياه عدداً من الأحياء السكنية، وسط تعطل حركة السير وارتفاع منسوب المياه بشكل خطير في الشوارع الرئيسية.
وفي تطورات متسارعة، شهدت ولاية كسلا واحدة من أسوأ الكوارث هذا الموسم، إذ تسبب فيضان نهر القاش في محاصرة عدد من القرى، ما اضطر السلطات للاستعانة بالطيران لإجلاء عشرات الأسر العالقة، وسط مخاوف من انهيارات أرضية محتملة.
أما في ولايتي الجزيرة والقضارف، فرغم تساقط الأمطار بنسب متفاوتة، فإن الأضرار اقتصرت على انهيار محدود في بعض المنازل بالقضارف، دون تسجيل أي خسائر بشرية، ويُعزى ذلك إلى الطبيعة الطوبوغرافية التي ساهمت في تصريف المياه سريعًا.
يُذكر أن هذه موجة الأمطار المفاجئة تأتي في وقتٍ يشهد فيه السودان تحديات بيئية وإنسانية متصاعدة، ما يضع السلطات أمام اختبارات حرجة تتطلب استجابة عاجلة وتخطيطاً طويل الأمد لمواجهة تبعات تغير المناخ.