في خطوة أثارت جدلاً واسعًا داخل الأوساط السياسية والمدنية بالسودان، كشف ياسر عرمان، رئيس الحركة الشعبية – التيار الديمقراطي، عن لقاء سري جمع قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، بالمستشار الأميركي للشؤون الأفريقية، مسعد بولس، في سويسرا، مشددًا على أن هذا النوع من الاجتماعات “يجب ألا يتم خلف الأبواب المغلقة”، خاصة في ظل استمرار الحرب وتدهور الأوضاع الإنسانية.
ووفق معلومات حصلت عليها موقع ” النوارس ” فإن اللقاء جرى يوم 12 أغسطس الجاري، دون أي إعلان رسمي من مجلس السيادة الانتقالي، رغم تأكيدات إعلامية بأنه تناول ملفات أمنية حساسة تتعلق بمسار الحرب والسلام في السودان، وسط تكتم رسمي كامل زاد من حالة الترقب.
وأكد عرمان أن ملايين السودانيين الذين هجّرتهم الحرب يستحقون معرفة تفاصيل ما دار في اللقاء، خصوصًا وأن التوقيت يتزامن مع إشارات قوية إلى انخراط إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في ترتيبات سياسية جديدة تشمل أطراف الصراع السوداني، ما يفتح الباب أمام مرحلة من التحركات الدولية غير المعلنة.
واعتبر أن اللقاء يُمثل بداية لتدويل الملف السوداني بطريقة أكثر جدية، لكنه حذر من استبعاد القوى المدنية الديمقراطية، مشددًا على أن “أي مسار للسلام لا يشمل الجميع، هو مسار ناقص”، ومطالبًا بأن تُبنى أي تفاهمات على أساس شعارات ثورة ديسمبر: الحرية، السلام، العدالة.
وفي تصريحاته انتقد عرمان ما وصفه بـ”محاولات تخوين دعاة السلام”، مشيرًا إلى أن تيارات إسلامية تقود حملة ممنهجة ضد كل من يسعى لإنهاء الحرب، بل باتت اليوم توجه الاتهامات نفسها للجيش، في خطوة تهدف – بحسب تعبيره – إلى تعطيل أي مبادرة جادة.
كما دعا عرمان إلى ضرورة أن يكون للسودانيين الكلمة العليا في صياغة مستقبلهم، مؤكدًا أن “الدور الخارجي مهم لكنه لا يمكن أن يكون بديلاً عن المبادرة الوطنية”، ومُحذرًا من إعادة إنتاج صفقات تُدار في الظل بعيدًا عن أصحاب المصلحة الحقيقيين.
وكانت وكالة الأنباء الفرنسية قد نشرت تفاصيل مقتضبة حول اللقاء، مشيرة إلى أنه تم دون إعلان رسمي، فيما أظهرت مقاطع مصورة لحظة وصول بولس إلى مقر الاجتماع، دون تفاصيل إضافية، وهو ما دفع مراقبين للمطالبة بكشف مخرجاته للرأي العام السوداني.