أوضح وزير المالية السوداني السابق، إبراهيم البدوي، أن استمرار الحرب في السودان لمدة خمس سنوات قد يؤدي إلى خسائر تتجاوز 270 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي، مؤكدًا أن التأثير الأخطر لا يتمثل فقط في الخسائر المالية المباشرة، بل في فقدان رأس المال البشري وتآكل الروابط الاجتماعية، ما يُنذر بانهيار طويل الأمد للبنية المجتمعية والاقتصادية.
وذكر البدوي أن تقديراتهم تشير إلى أن قيمة البنية التحتية في السودان تبلغ نحو 600 مليار دولار، وقد طالت الأضرار ما بين 30% إلى 40% منها، أي ما يعادل أكثر من 200 مليار دولار من الخسائر المباشرة، مشيرًا إلى أن طبيعة الحرب الحالية غير مسبوقة، إذ تشبه صراعًا بين دولتين ضمن حدود دولة واحدة، مما يعقد حجم الأثر ويصعب من احتوائه.
وتشير بيانات رسمية إلى أن إجمالي الخسائر الاقتصادية يتراوح بين 108.8 و200 مليار دولار، في حين يرى محللون اقتصاديون أن الأرقام الحقيقية قد تصل إلى تريليون دولار، إلا أنهم يؤكدون صعوبة تحديد الحجم الفعلي للخسائر بسبب استمرار النزاع وتزايد تأثيره على القطاعات الحيوية. وتشير التقديرات إلى دمار واسع شمل 65% من القطاع الزراعي، و75% من القطاع الصناعي، إلى جانب تضرر 70% من قطاع الخدمات، ما يعكس حجم الأزمة الاقتصادية المتصاعدة التي تواجهها البلاد.