متابعات – النوارس – نفذت القوات المسلحة السودانية، عبر الفرقة السادسة مشاة، عمليات ميدانية ناجحة في محور مدينة الفاشر، حيث تمكنت من إحباط محاولة تسلل فاشلة لعناصر من مليشيا الدعم السريع.
أسفرت هذه العمليات عن مقتل سبعة من عناصر المليشيا وتحيد آخرين، دون أن تُسجل أي خسائر في صفوف القوات المسلحة في الفاشر ، كما تم تدمير ثلاث منصات مدفعية تابعة لقوات الدعم السريع، في ضربة دقيقة استهدفت المنصات والأطقم المشغلة لها، بالتنسيق مع القوات الساندة في نفس المحور.
وفي المقابل، استهدفت قوات الدعم السريع مدينة الفاشر بقصف مدفعي عنيف باستخدام قذائف من عيار 120 ملم، مما أسفر عن إصابة تسعة مدنيين بجروح متفاوتة، تم إسعافهم إلى المستشفيات لتلقي الرعاية الطبية. هذا التصعيد أثار مخاوف من تصاعد استهداف المدنيين في المدينة المحاصرة.
من جانبها، أكدت قيادة الفرقة السادسة مشاة أن الوضع في الفاشر لا يزال تحت السيطرة الكاملة، وأن القوات تواصل انتشارها وتأهبها المستمر لصد أي محاولات تسلل أو هجمات من مليشيا الدعم السريع، مع التأكيد على التزامها بحماية المدينة وسكانها من أي تهديدات أمنية.
منذ مايو 2024، تواصل قوات الدعم السريع حصارها على مدينة الفاشر، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية، حيث يعاني السكان من نقص حاد في المواد الغذائية والأدوية والخدمات الأساسية.
هذا الحصار ترافق مع تصعيد في القصف العشوائي والهجمات المسلحة التي أسفرت عن مقتل العديد من المدنيين الأبرياء. كما ألحق الهجوم المستمر أضرارًا كبيرة بالبنية التحتية لمدينة الفاشر ، خصوصًا في قطاعات المياه والكهرباء والاتصالات، مما زاد من معاناة السكان في ظل هذه الظروف القاسية.
على الصعيد الدولي والمحلي، تواجه قوات الدعم السريع اتهامات بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في المناطق التي تسيطر عليها، مثل التهجير القسري للسكان، والاستهداف العمد للمدنيين، بالإضافة إلى عمليات نهب وتخريب للممتلكات العامة والخاصة، في غياب أي رقابة أو مساءلة داخل الفاشر.
في هذا السياق، تواصل القوات المسلحة السودانية تعزيز مواقعها الدفاعية وتكثيف استعداداتها لصد أي هجوم محتمل علي الفاشر ، مؤكدةً عزمها على الحفاظ على وحدة البلاد والتصدي للأخطار الأمنية التي تهدد المدن والولايات، لاسيما في دارفور التي تشهد تصعيدًا مستمرًا.
مدينة الفاشر، التي تُحاصر وتتعرض لهجمات متواصلة، أصبحت تمثل رمزًا لصمود القوات المسلحة في مواجهة التهديدات المستمرة. ومع ذلك، فإنها تعكس أيضًا واقعًا إنسانيًا مأساويًا يتطلب تدخلاً عاجلًا من المنظمات الإقليمية والدولية لوقف استهداف المدنيين وتوفير المساعدات الإنسانية اللازمة.