لن تُصدق.. صفحة تقدم ” تّردم ” تقدم ما القصة ؟
متابعات - النوارس

متابعات – النوارس – بشكل مفاجئ، نُشر بيان يحمل لهجة حادة عبر صفحة تنسيقية “تقدم” المحلولة، تضمن انتقادات قاسية استهدفت التنسيقية وهاجمت عبدالله حمدوك بشكل شخصي.
أثار هذا البيان جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية، خاصةً أن التنسيقية كانت قد أعلنت حل نفسها في وقت سابق، مما طرح تساؤلات حول الجهة التي تقف وراء هذا المنشور.
على إثر ذلك، أصدر المتحدث الرسمي السابق باسم “تقدم”، بكري الجاك، توضيحًا أكد فيه أن البيان لا يمثل التنسيقية التي لم يعد لها وجود، كما أنه لا يعبر عن تحالف القوى المدنية الديمقراطية لقوى الثورة، الذي لا يزال في طور التأسيس.
وأوضح الجاك أن الهدف من نشر البيان يبدو أنه محاولة لإثارة الخلافات بين المجموعتين اللتين اتفقتا في وقت سابق على التخلي عن اسم “تقدم” والعمل كلٌّ على حدة.
وأكد أن الصفحة التي نشرت البيان لم تعد لها أي صلة بالقوى المدنية، وكان من المفترض أن تظل للأرشيف والتوثيق فقط. واختتم بأن ما يُنشر على هذه الصفحة لا يمثل مواقف أي جهة مدنية، وأن هذا التوضيح جاء منعًا لأي التباس أو استغلال.
نص البيان الذي نشر في صفحة تقدم
بيان إلى الشعب السوداني العظيم
يا أبناء وبنات شعبنا الصامد، في هذه اللحظة الحرجة من تاريخ وطننا، نرى أن الواجب الوطني يحتم علينا توضيح الموقف واتخاذ قرارات لا رجعة فيها تجاه الأطراف التي اختارت الاصطفاف بعيدًا عن مصلحة الوطن الحقيقية. لقد كان الأولى منذ البداية أن يكون الموقف واضحًا في الحفاظ على سيادة السودان ووحدة أراضيه، باعتبارهما أسس وحدود لا يمكن التهاون فيها أو المساومة عليها. لكن الواقع كشف عن تخاذل بعض القوى السياسية والمدنية، التي لم تضع مصلحة الوطن فوق الحسابات الضيقة، بل انجرت وراء أجندات لا تتسق مع معاناة أهل السودان ولا مع تضحيات الأبطال الذين قدموا أرواحهم في سبيل سلامة الوطن وعزته وحماية ابناءه.
إلى قادة “تقدم سابقا”
إن محاولاتكم المستمرة لتبرير العجز والتردد لن تغير من الحقيقة شيئًا، فقد بات واضحًا أن خطابكم المراوغ لا يخدم سوى المجرمين. إن ترديد العبارات الجوفاء عن رفض الحرب دون موقف واضح ليس سوى تهرب من المسؤولية الأخلاقية والوطنية.
وبعد أن تفككت “تقدم” وفقًا لمصالح الأطراف التي اجتمعت فيها مؤقتًا، لم يعد هناك مجال للإنكار أو المكابرة. لقد أثبتت الأحداث أن هذا التحالف كان قائمًا على حسابات ضيقة، لا على رؤية وطنية ثابتة فمن يجتمع على وطن لا يتفرق. وعليه، فإن الواجب الأخلاقي يقتضي من جميع المنضوين تحتها الاعتراف بفشل هذا المسار، والإقرار بأن موقفهم منذ البداية كان خاطئًا، وأن تبريراتهم الواهية لم تكن سوى غطاء لعجزهم عن اتخاذ موقف وطني حقيقي.
لقد آن الأوان لوضع المصالح الشخصية جانبًا، والوقوف بصدق مع الوطن بعيدًا عن أي التواء أو مراوغة.
إضافةً إلى ذلك، فإن محاولات التغبيش على الحقائق بادعاء سيطرة الكيزان على الجيش، والترويج لمزاعم ارتكابه مذابح وجرائم بحق المدنيين، هي افتراءات لا تستند إلى أي دليل حقيقي. في المقابل، تؤكد أكثر من مائة تقرير دولي موثق أن مليشيا الدعم السريع هي الجهة التي ارتكبت جرائم ممنهجة بحق المدنيين، شملت الإبادة الجماعية، والاغتصاب، والنهب، والتهجير القسري، بينما تظل الانتهاكات المنسوبة للجيش حوادث فردية لا ترقى إلى مستوى السياسة المنظمة.
ان محاولتكم وضع الجيش الوطني والمليشيا المتمردة في كفة واحدة ليست سوى تزييف متعمد للواقع. فجرائم الدعم السريع ليست مجرد تجاوزات، بل هي ممارسات ممنهجة ومدروسة تهدف إلى السيطرة على البلاد عبر العنف المنظم. أما الحوادث التي وقعت من جانب الجيش، فهي أخطاء غير مقصودة تحدث في سياق المواجهات العسكرية، وليست سياسة معتمدة تستهدف المواطنين.
إن طمس هذه الفروقات أو الترويج لخطاب “كلا الطرفين” لا يعدو سوى كونه تواطؤًا مقنعًا، لن يغفره الشعب. والتاريخ لا يرحم، ومن لم يحسم موقفه بوضوح اليوم، فلا يأمل أن يكون له مكان في الغد.
إلى الأحزاب التي انضوت تحت ” تقدم سابقا ”
لقد أثبتم بما لا يدع مجالًا للشك أنكم اخترتم المصالح الحزبية الضيقة على حساب القضية الوطنية. مواقفكم المتذبذبة وعدم قدرتكم على تبني موقف وطني حاسم أثناء هذه الحرب كشف نفاق شعاراتكم التي رفعتموها في السابق.
ان الموقف الوطني الحقيقي لم يكن يومًا في الحياد المزيّف أو في التهرب من المسؤولية عبر الشعارات الفضفاضة، بل كان يجب أن يكون موقفًا واضحًا ومنحازًا للوطن والمواطن، لا محاولة تزييف الحقائق لخدمة أطماع وأجندات خاصة. لقد كان الواجب يفرض الوقوف إلى جانب الشعب في معاناته، لا المتاجرة بآلامه عبر خطابات مضللة تهدف إلى تحقيق مكاسب سياسية أو شخصية.
إن التاريخ يسجل، ولن يغفر الشعب لمن خانوا قضيته أو ساوموا على دمائه. من اختار الالتفاف والمراوغة، فقد حسم الشعب أمره تجاهه، ولن يكون له مكان في المستقبل.
إلى بعض عضوية لجان المقاومة التي انضوت الى ” تقدم سابقا ”
لقد كنتم الأمل، ولكنكم خذلتم الشارع بانحيازكم لجبهة تخلت عن هموم الشعب، فكيف لمن يفترض أن يكون صوت الجماهير أن يكون في صف المتخاذلين؟ إن الثورة ليست شعارات، وإنما مواقف ثابتة في وجه كل من يتلاعب بمستقبل الوطن، وعليه، فإن من ظل متمسكا بـ “تقدم” لا يمكن اعتباره جزءًا من المقاومة الحقيقية بعد اليوم.
إلى الدكتور عبد الله حمدوك
لقد كنّا نبحث عن قائد، فوجدناك ظلاً يتحرك حيث يُدفع به، لم تكن يومًا قادرًا على اتخاذ موقف شجاع، ولم تحمل مشروعًا وطنيًا حقيقيًا، بل كنت دائمًا أسير التردد والخذلان وسماع وجهة نظر من اتجاه واحد. لم تعد تملك أي شرعية وطنية، ولم يعد لمبادراتك أي وزن في ميزان الشعب، فالتاريخ لا يرحم.
الى الحركات المسلحة التي انضوت ” تقدم سابقا”
إن انضمامكم إلى “تقدم” لم يكن إلا استمرارًا لنهج المصالح الفردية الذي عرفه عنكم الشعب، فأنتم لا تتحركون إلا بحثًا عن مكاسب ومناصب، دون اكتراث بمصير المواطنين الذين يدفعون ثمن عبثكم. لقد سقطت ورقة التوت عنكم، وأصبحتم بلا غطاء يحميكم من حكم الشعب على ما تفعلون.
إلى التيارات السياسية والمدنية ولجان المقاومة وحركات دارفور التي تعمل مع القوات المسلحة (القوة المشتركة) والتي اتخذت موقفًا وطنيًا سليمًا
ان الموقف الوطني الواضح لا يحتاج إلى تبرير، وأنتم أثبتم أنكم تنحازون لمصلحة السودان الوطن الواحد وليس لمساومات السياسة. نحييكم ونؤكد أن بناء المستقبل سيعتمد على المخلصين من أبناء هذا الوطن، الذين لا يساومون على حقوقه ولا يبيعون مواقفهم
ختامًا
تكرار التجارب مرارا بنفس الطريق لا يصلح ما فسد.
السودان لن يُبنى بالمجاملات، بل بالمواقف الحاسمة.
عاش السودان حرًا مستقلًا، والمجد والخلود للشهداء.
#الدعم_السريع_منظمة_ارهابية