أفادت مصادر محلية في مدينة أمدرمان بأن سكان حي العباسية القديم تفاجأوا بطلب غريب من محلية أمدرمان، اشترطت فيه الأخيرة دفع مبلغ 800 ألف جنيه مقابل تحريك آليات النظافة لإزالة النفايات المتراكمة في الحي، ما فجر موجة من الغضب والاستياء وسط الأهالي الذين اعتبروا الأمر “صادماً” و”غير قانوني”.
ووفق معلومات حصل عليها موقع ” النوارس ” ، فإن هذا الطلب تم توثيقه من خلال مراسلات بين اللجان المجتمعية والجهات المعنية، وسط مخاوف من تفاقم الأزمة البيئية وعودة تفشي نواقل الأمراض مثل الذباب والبعوض، خاصة مع دخول موسم الأمطار.
صفحة “نمور العباسية” على فيسبوك، والتي تحظى بمتابعة محلية واسعة، نشرت تفاصيل الواقعة، وأكدت أن رفض المحلية تنفيذ عمليات النظافة دون دفع هذا المبلغ يأتي في وقت تعاني فيه المنطقة من أوضاع صحية متدهورة وتردٍّ خدمي مزمن.
اللجان المجتمعية اتهمت المسؤولين في محلية أمدرمان بـ”تضييع حقوق المواطنين” و”إثارة الفوضى”، مشددة على أن هذه الممارسات تعرقل الدعم الإنساني القادم من منظمات دولية وتزيد من الضغط على المواطنين في ظل الأزمة الاقتصادية الحادة التي تعصف بالبلاد منذ اندلاع الحرب.
المطالب الشعبية تصاعدت لتشمل دعوات بإقالة المسؤولين المحليين، الذين وُصفوا بأنهم “منفصلون عن الواقع ولا يهتمون بمصالح السكان”، فيما حمّل ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي الجهات المعنية مسؤولية التقاعس، مطالبين بوضع حد لما وصفوه بـ”الابتزاز الإداري”.
بالمقابل، نفى موظف بمحلية أمدرمان يُدعى بادي أبو إبراهيم صحة بعض التفاصيل، مشيراً إلى أن المحلية تضم إدارات متعددة، ولا يمكن الجزم بصدور القرار من جهة رسمية دون تحقيق. وأوضح أن إدارة مشروع النظافة، وهي الجهة المعنية مباشرة بهذا الملف، تعمل بشكل مستقل، داعياً لجان الحي لمخاطبتها مباشرة أو التوجه إلى والي الخرطوم أحمد عثمان حمزة الذي وصفه بأنه “لا يتساهل مع التجاوزات”.
الجدل المستمر حول هذا الاشتراط المالي يكشف أزمة أعمق تتجاوز ملف النظافة، وتسلّط الضوء على هشاشة العلاقة بين المواطن والدولة في زمن الحرب، حيث تتحول المطالب الخدمية الأساسية إلى ملفات رأي عام مشتعلة.
الخبر لا يزال قيد التطور، وسنوافيكم بالتفاصيل حال ورود أي مستجدات.