أفادت مصادر مطلعة بوصول نائب رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق مالك عقار، برفقة عضو المجلس الفريق أول ركن شمس الدين كباشي، إلى ولاية الخرطوم صباح السبت، وسط ترتيبات أمنية مشددة وخطط ميدانية لإعادة الحياة إلى العاصمة التي أنهكتها الحرب.
زيارة الوفد السيادي جاءت في توقيت بالغ الحساسية، ضمن جهود مركزية لتهيئة الخرطوم لاستقبال عودة واسعة للمواطنين، وسط تحركات حكومية لإعادة الخدمات الأساسية وترسيخ الأمن.
وعقد عقار فور وصوله اجتماعًا مشتركًا مع حكومة الولاية ولجنة أمن الخرطوم، تلقى خلاله تنويرًا شاملاً حول الإجراءات الجارية لتعويض الفاقد الخدمي، وإعادة تشغيل البنى التحتية.
وبحسب والي الخرطوم أحمد عثمان حمزة، فإن اللجنة العليا لإعادة الإعمار نجحت حتى الآن في تشغيل جميع محطات المياه، واستعادة التيار الكهربائي تدريجيًا، إضافةً إلى إزالة الأنقاض وفتح الشوارع الحيوية وترحيل هياكل السيارات.
كما أظهرت مقاطع مصورة من الخرطوم تحركات لآليات خدمية وانتشارًا لقوات تأمين مشتركة، في وقت أكد فيه مدير شرطة الولاية الفريق أمير عبد المنعم – نيابة عن لجنة الأمن – نجاح الخطة الأمنية المعتمدة، عبر تمركز الارتكازات والاطواف الليلية والخلية الأمنية المشتركة.
وأكد الفريق مالك عقار، في تصريح رسمي عقب الاجتماع، أن ما تم إنجازه يمثل “خطوة أولى”، مشددًا على أهمية المصالحات المجتمعية وإزالة أسباب التوتر، ومراقبة انتشار السلاح غير المشروع، لتأمين عودة آمنة ومستقرة للمواطنين.
وثمّن عقار جهود وزارتي الطاقة والصحة، وخصّ بالشكر وزير الصحة الاتحادي الدكتور هيثم إبراهيم لدعمه القطاع الصحي بالخرطوم، مؤكدًا دعم مجلس السيادة لجهود الحكومة الولائية في استعادة الاستقرار.
تأتي هذه التحركات وسط تحديات كبيرة تواجه العاصمة، أبرزها إعادة الإعمار، خدمات الكهرباء والمياه، ضبط الأمن، ومشكلة النزوح، بينما تعوّل الحكومة على عودة تدريجية للحياة الطبيعية عبر تنسيق محكم بين المركز والولايات.