أفادت مصادر عسكرية مطلعة أن رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة السودانية، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، أصدر قرارات حاسمة بإحالة عدد من كبار الضباط إلى التقاعد، في خطوة وُصفت بأنها “تحول استراتيجي” داخل بنية الجيش. وشملت القرارات ترقية ضباط آخرين، وسط تفاعل واسع من مراقبين اعتبروا ما جرى لحظة فاصلة في المشهد العسكري السوداني.
القرارات أثارت اهتمام الأوساط السياسية والإعلامية، نظرًا لمكانة الأسماء المُحالَة، والتي لعبت أدوارًا محورية في ملفات الأمن والدفاع، خاصة خلال فترات الصراع مع قوات الدعم السريع.
في مقدمة الأسماء التي ودعت الخدمة العسكرية: اللواء ركن حسن بلال، قائد الأمن العسكري، والذي وصفته مصادر عسكرية بأنه “درع المؤسسة” في وجه محاولات اختراقها. أظهرت مقاطع مصورة تفاعلاً كبيرًا على مواقع التواصل، مُشيدة بثبات بلال في أصعب اللحظات الأمنية.
اللواء ركن محمد عبدالله الفكي، جسّد صورة “المقاتل حتى النهاية”، بعد أن قاوم هجومًا ضاريًا على شارع 61، ورفض الانسحاب حتى خروج آخر جندي، رغم إصابته البليغة التي كادت تفقده إحدى عينيه. واعتُبر من أبرز رموز “الملحمة العسكرية” التي دارت خلال حصار مقار الجيش.
كما ضم القرار اللواء ركن مأمون عبدالرؤوف، قائد الإعلام العسكري، والذي تحوّل إلى جسر تواصل بين الجيش والمجتمع. شخصيته المتزنة جعلت منه وجهًا مقبولًا لدى الصحافة المحلية والدولية، خصوصًا في ذروة المواجهات المسلحة.
فيما نال اللواء ركن الدكتور ربيع عبدالله آدم، تقديرًا خاصًا داخل المؤسسة العسكرية، لما يتمتع به من خلفية ثقافية وإنسانية نادرة. قاد منطقة النيل الأزرق بعين القائد والمثقف، وترك بصمات واضحة في توثيق البعد الإنساني للصراع.
التحركات التي وصفها مراقبون بأنها “إعادة ضبط للبوصلة”، جاءت في توقيت حساس يتزامن مع التحديات الأمنية الراهنة، فيما تبقى التساؤلات مفتوحة حول الرسائل السياسية والعسكرية خلف هذه الإحالات والتعيينات.