في خطوة وصفت بـ”الرسالة المباشرة”، أطلقت زيارة مفاجئة للقائد العام للقوات المسلحة السودانية، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، إلى مقر وزارة الداخلية بالخرطوم، موجة من التحليلات والتكهنات حول مستقبل المعركة المستمرة داخل العاصمة.
ووفق معلومات حصل عليها فريق ” النوارس ” ، أكد البرهان خلال لقائه بقيادات الشرطة أن “المعركة ضد التمرد لن تتوقف إلا بتحرير كامل التراب السوداني”، مضيفًا أن الجيش سيلتزم بعدم التدخل في تفاصيل الحكومة المدنية المقبلة، لكنه سيواصل “واجبه المقدس” في حماية السيادة الوطنية.
الزيارة، التي لم يعلن عنها مسبقًا، تزامنت مع تصاعد حدة المواجهات في مناطق متفرقة من البلاد، ما اعتبره مراقبون “تأكيدًا على تمسك القيادة العسكرية بالمبادرة الميدانية”.
البرهان، الذي بدا حاسمًا في لهجته، شدد على ضرورة فرض الانضباط الأمني داخل الخرطوم، موجهًا تعليمات صريحة للجهات المختصة بضبط انتشار السلاح والتعامل بحسم مع ما وصفه بـ”مظاهر الانفلات المسلح”.
وأفادت مصادر مطلعة أن قائد الجيش أشاد بصمود قوات الشرطة “في وجه الفوضى والتخريب”، معتبرًا أن دورها المحوري في العاصمة يمثل “ركيزة أساسية في الحفاظ على مؤسسات الدولة من الانهيار”.
التحركات الأخيرة لقادة المؤسسة العسكرية تأتي في ظل مشهد سياسي وأمني معقد، وسط محاولات محلية وإقليمية لإنهاء الأزمة المستمرة منذ أكثر من عام، بينما تبقى السيطرة على الخرطوم العنوان الأبرز في معادلة القوة.