في موقف يعكس تجاهلها للضغوط الدولية، قللت الحركة الشعبية شمال بقيادة عبد العزيز الحلو من أهمية الاعتراف الخارجي بالحكومة التي أعلنها تحالف السودان التأسيسي “تأسيس”، مؤكدة أن مصدر الشرعية الحقيقي هو الشعب السوداني والمقاتلون المنتشرون في الميدان، وليس المواقف الدولية.
وأوضح عادل شالوكا، القيادي في الحركة الشعبية وعضو اللجنة الإعلامية لتحالف تأسيس، أن التحالف لا يرى في غياب الاعتراف الدولي عقبة حقيقية، مبينًا أن الحكومة الجديدة وُلدت من حاجة ملحة لتوفير الخدمات في المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة المركزية، وأن الاعتراف الدولي سيتحقق بمرور الوقت نتيجة للأداء على الأرض، وليس كشرط مسبق.
وكان تحالف تأسيس قد أعلن أواخر يوليو عن تشكيل حكومة انتقالية جديدة، يتولى رئاستها محمد حسن التعايشي، ويقود مجلسها الرئاسي محمد حمدان دقلو (حميدتي)، على أن يشغل عبد العزيز الحلو منصب نائب الرئيس. وجاء الإعلان بمشاركة قوى سياسية ومدنية وعدد من الحركات المسلحة وشخصيات مستقلة، وفق معايير تم التوافق عليها داخليًا.
ورغم الرفض الصريح من قبل جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي لهذا الإعلان، إلا أن شالوكا وصف هذه المواقف بأنها متوقعة وغير مؤثرة، معتبرًا أن الجامعة العربية ليست جهة ذات تأثير حقيقي في المشهد السوداني، فيما رأى أن موقف الاتحاد الأفريقي يعكس تناقضات داخلية لا تعني الكثير لتحالف تأسيس.
وفي ردّه على تقارير إعلامية تحدثت عن تقاسم وزاري بين دارفور وكردفان، نفى شالوكا وجود أي محاصصة جغرافية، مشددًا على أن التشكيل تم بناء على توافق سياسي ومجتمعي واسع، يراعي الكفاءة والقدرة على الاستجابة لتطلعات المواطنين، وليس الانتماء المناطقي.
وأكد أن الهدف الأساسي من تشكيل الحكومة هو معالجة التدهور الإنساني الحاد، لا البحث عن شرعية دولية أو مكاسب سياسية، مشيرًا إلى أن حكومة بورتسودان أخفقت في تلبية أبسط احتياجات المواطنين، بما في ذلك المساعدات الإنسانية، ما دفع تحالف تأسيس إلى التحرك.
على صعيد الميدان، أشار شالوكا إلى أن الوضع العسكري لا يزال متقلبًا، وسط معارك كرّ وفرّ بين الأطراف، لكنه أكد أن التحالف يخطط لتفعيل مؤسسات حكومته في جميع المناطق التي يسيطر عليها. وتُظهر المعطيات الميدانية أن قوات الدعم السريع تبسط سيطرتها على معظم إقليم دارفور.
باستثناء مدينة الفاشر التي ما زالت محاصرة، بينما تشهد ولاية جنوب كردفان تقاسمًا للنفوذ بين الجيش السوداني والحركة الشعبية، إلى جانب تقدم ملحوظ لقوات الدعم السريع في غرب كردفان، حيث لم يتبق تحت سيطرة الجيش سوى مدينة بابنوسة، المحاصرة منذ أكثر