في مشهد يعكس حجم الفوضى الأمنية والانتهاكات المتصاعدة في مناطق سيطرة ميليشيات الدعم السريع بغرب السودان، تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي واقعة مؤلمة تعرّض فيها مواطن للاعتداء بالضرب بـ “خرطوش” أثناء محاولته منع مجموعة مسلحة من نهب حماره، في إحدى المناطق التابعة لإقليم دارفور. ولم ينجُ الحيوان من العنف، حيث تم ربطه وسحبه بالقوة خلف مركبة يُعتقد أنها مسروقة.
الواقعة أثارت موجة غضب واسعة بين المتابعين، إذ عبّر العديد من النشطاء عن استنكارهم الشديد لتحول حتى الحيوانات إلى ضحايا لانتهاكات ممنهجة تُرتكب في ظل غياب كامل للقانون.
وتشير الشهادات المتداولة إلى أن المعتدين كانوا يرتدون زي قوات الدعم السريع، مما يعزز المخاوف من تصاعد الانفلات الأمني وتحول تلك القوات إلى مصدر رعب للسكان المحليين.
وتأتي هذه الحادثة ضمن سلسلة مستمرة من الانتهاكات التي تشهدها مناطق دارفور، حيث تُمارس عمليات النهب والاعتداءات بشكل شبه يومي على يد عناصر الدعم السريع، وسط غياب أي تدخل فاعل لوقف هذه التجاوزات التي لم تعد تقتصر على البشر فقط، بل طالت أيضاً الحيوانات والممتلكات دون تمييز.
في أعقاب هذه الجريمة، أطلق ناشطون حملات تضامن واسعة مع المواطن المتضرر، داعين إلى تدخل دولي عاجل وتوثيق قانوني للجرائم التي تُرتكب بحق المدنيين في الإقليم. وطالبوا منظمات حقوق الإنسان بتحمّل مسؤولياتها تجاه ما يحدث في دارفور، خاصة مع تصاعد وتيرة الانتهاكات التي تكشف عن تدهور خطير في الوضعين الإنساني والأمني.