في إطار جهود السودان لاستعادة ما دمرته الحرب، أكد رئيس الوزراء د. كامل إدريس على ضرورة تكاتف الجهود لإعادة تشجير المناطق التي تعرضت لتلف كبير في الغطاء النباتي. وشدد على أهمية حماية الثروة الغابية باعتبارها ركيزة وطنية أساسية تتطلب استنهاض كافة القدرات لضمان استدامتها.
جاء ذلك خلال لقاء عقده د. إدريس بمدينة بورتسودان مع وفد الهيئة القومية للغابات، برئاسة المهندس موسى سليمان، حيث ناقشوا الأوضاع البيئية الراهنة والتحديات الكبيرة التي فرضتها آثار الحرب على الغابات. وأوضح المهندس موسى أن الحرب لم تقتصر أضرارها على البنية التحتية والبشرية فحسب، بل امتدت لتشمل تدمير مساحات واسعة من الغابات، مما استوجب تحركًا سريعًا لإعادة تأهيل هذه المناطق.
عرض الوفد أمام رئيس الوزراء خطط الهيئة الطموحة التي ترتكز على تنفيذ مشاريع تشجير مستدامة تراعي الخصائص البيئية المحلية، وتحافظ على التنوع البيولوجي وتحد من ظاهرة التصحر. وأكدوا أن هذه المشاريع ستنفذ بمشاركة فعالة من المجتمعات المحلية، مع توفير الدعم الفني والتدريب اللازم للمزارعين وسكان المناطق المتضررة.
بدوره، أكد د. كامل إدريس على ضرورة مضاعفة الجهود والتنسيق مع المجتمعات المحلية لتعزيز دورها كشريك رئيس في حماية وإعادة تأهيل الغابات. وأكد دعم الحكومة الكامل للهيئة القومية للغابات عبر تقديم الدعم الفني واللوجستي اللازم، مشيرًا إلى أن الغابات تشكل ثروة وطنية حيوية تلعب دورًا محوريًا في الأمن الغذائي والاستقرار البيئي وتوفير فرص العمل.
وختم رئيس الوزراء بالتأكيد على أن حماية الموارد الطبيعية مسؤولية مشتركة، تتطلب تعاونًا متكاملاً بين الدولة والمجتمع، مشيرًا إلى أهمية إشراك السكان المحليين، خاصة في المناطق التي شهدت نزاعات، لتعزيز الوعي البيئي وتنمية روح المسؤولية الجماعية في جهود إعادة الإعمار البيئي المستدامة.