اندلعت مواجهات محدودة في مدينة كادقلي، حاضرة ولاية جنوب كردفان، بين عناصر تابعة للقائد المحلي كافي طيارة وقوة من الجيش السوداني، نتيجة توتر سببه تفاقم الأزمة الاقتصادية والنقص الحاد في السلع الأساسية. تعيش المدينة تحت حصار خانق منذ أسابيع بعد إغلاق الطريق الرئيسي المؤدي من شمال كردفان إلى جنوبها، مما أدى إلى شح في المواد الغذائية والسلع الضرورية وارتفاع كبير في الأسعار، وسط عجز واضح من السلطات عن معالجة الأوضاع.
تطور الموقف بعد أن أصدر كافي طيارة أوامره لقواته بتفتيش المحال التجارية والمخازن داخل سوق كادقلي لإخراج الذرة والسلع المحتكرة من قبل التجار، في خطوة أثارت غضب هؤلاء الذين لجأوا إلى قوة من الجيش كانت متمركزة قرب السوق. وعقب رفض قوات طيارة إيقاف التفتيش، اندلع اشتباك محدود سرعان ما تدخلت قوات الجيش لفضّه وتهدئة الأوضاع.
بالتوازي مع الأزمة، خرجت احتجاجات نسوية سلمية داخل المدينة للتنديد بتدهور الأوضاع المعيشية وانعدام السلع، ما دفع السلطات إلى اعتقال ست نساء قبل أن يتم الإفراج عنهن لاحقاً. وتأتي هذه التحركات المدنية في ظل احتقان شعبي متصاعد نتيجة تدهور الوضع الإنساني واستمرار الحصار ومنع دخول البضائع.
وفي تعليق على الحادثة، اتهم القيادي المحلي حذيفة عبد الله والي جنوب كردفان بالفشل في إدارة الأزمة، مشيراً إلى أن الاشتباك رغم محدوديته ينذر بانفجار داخلي أوسع بسبب تواطؤ بعض المسؤولين مع تجار السوق، ودعا إلى تدخل عاجل لإيقاف التدهور الاقتصادي ومحاسبة المتورطين في تعميق معاناة المواطنين، إلى جانب المطالبة بإقالة الوالي وتحميله مسؤولية تصاعد الأزمات في الولاية.
هذه التطورات تعكس تصاعد التوترات المحلية في ظل غياب حلول عملية من الحكومة وتفاقم الوضع الإنساني داخل المدينة المحاصرة، مما ينذر بعواقب خطيرة على الاستقرار الداخلي إذا استمرت الأوضاع على حالها.