في تحول استراتيجي لافت، أعلنت كتيبتا “أولاد البلد” و”الأسود الحرة” في الولاية الشمالية عن دمج كامل وشامل لقواتهما تحت قيادة موحدة، عقب سلسلة من الاجتماعات المكثفة التي أفضت إلى بناء كيان عسكري موحد يترجم أرفع صور الانسجام القتالي والتكامل العملي.
القائدان التوم حسن والشاذلي الإدريسي أكدا في بيان مشترك أن هذا الاندماج يشكل نقطة تحول استراتيجية في مسيرة العمل العسكري المشترك، ويعكس وعياً عميقاً بطبيعة المرحلة والتحديات المحيطة، مؤكدَين أن الكتيبتين باتتا الآن تمثلان قوة واحدة متماسكة تتقاسم المسؤولية الوطنية والارتباط العضوي بمصير الولاية الشمالية.
وأضافا أن العلاقة بين الكتيبتين ليست وليدة اللحظة، بل هي امتداد طبيعي لمسار نضالي طويل، وأن ما حدث في السابق من احتكاكات لم يتجاوز كونه سلوكيات فردية عُولجت بشكل فوري وحاسم، ليحل محلها اليوم مناخ من الثقة الكاملة والتنسيق العميق.
وأكد القائدان التزامهما المطلق بحماية الولاية والدفاع عن سيادة الوطن ضد كل محاولات زعزعة الأمن أو اختراق الصف الوطني، مشددَين على أن هذا التوحد ليس فقط تعزيزاً للجاهزية الميدانية، بل أيضاً رسالة واضحة إلى كل من يحاول العبث بمقدرات الشعب.
كما وجّها دعوة مفتوحة لكل القوى والتشكيلات العسكرية في مختلف أرجاء البلاد لتجاوز الخلافات الضيقة والتوحد ضمن جبهة وطنية واحدة، قادرة على التصدي للمؤامرات الداخلية والخارجية التي تستهدف وحدة الوطن واستقراره.
الشاذلي الإدريسي وصف هذه الخطوة بأنها تحول نوعي في تاريخ الكتيبتين، بينما أوضح التوم حسن أن الإعلان الرسمي عن هذا التوحد يأتي تتويجاً لمسار طويل من التنسيق والتفاهم، داعياً المواطنين إلى الثقة في أن هذه القوة الموحدة باتت اليوم أكثر استعداداً ووفاءً لحماية الأرض والشعب.
تأتي هذه الخطوة في سياق تطورات عسكرية متسارعة، وتشكّل نموذجاً يُحتذى به في توحيد الصفوف وتعزيز اللحمة الوطنية، في وقت تحتاج فيه البلاد إلى تماسك أبنائها لمواجهة التحديات المصيرية بروح جماعية ورؤية استراتيجية واضحة.