في تطور لافت وخطير، كشف المواطن السوداني مكاوي الملك عن تفاصيل محاولة تجنيد من قبل جهاز الموساد الإسرائيلي، الذي تواصل معه بشكل مباشر وقدم له عروضًا مالية ضخمة تجاوزت الملايين، مقابل تنفيذ مهام وصفها بأنها “مشبوهة واستخباراتية” داخل السودان.
البداية عبر منصة “X”.. ومشروع استثماري مزيف
وقال مكاوي في منشور بعنوان “تحذير عاجل واعتراف خطير”، إن جهة مجهولة تواصلت معه عبر منصة X (تويتر سابقًا)، مدعية أنها تمثل شركة استثمارية كبرى. لكن سرعان ما تبيّن له أن الهدف الحقيقي كان اختراق أمني واستخباراتي منظّم، تقف خلفه جهات إسرائيلية.
تواصل مباشر وعروض بالملايين
وأوضح أنه تلقى اتصالًا من رقم خاص، عُرضت عليه خلاله مبالغ مالية ضخمة تصل إلى ملايين الدولارات، بالإضافة إلى امتيازات مستقبلية مغرية، منها السفر والتدريب في الخارج تحت اسم شركة دولية، مع وعود بتكفّل كامل التكاليف دون الكشف عن الدولة المستضيفة.
خطة ممنهجة لتوظيفه داخل السودان
وأكد مكاوي أن الخطة كانت تقوم على نقله خارج السودان لتأهيله وتدريبه ثم إعادته للبلاد كواجهة استخباراتية ناعمة، بهدف تنفيذ مشاريع تعاونية مع الحكومة، واستغلال علاقاته الواسعة وخبرته الطويلة في العمل العام، لتمرير أجندات خفية تمس السيادة الوطنية.
حذف تلقائي للمحادثات.. لكن الوثائق محفوظة
وأشار إلى أن المنصة المستخدمة كانت تحذف المحادثات تلقائيًا بعد كل تواصل، كجزء من بروتوكول أمني لإخفاء الأدلة، لكنه تمكّن من توثيق كامل المحادثات عبر لقطات شاشة، احتفظ بها كأدلة دامغة، وأرفق بعضها في منشوره الذي نشره على الإنترنت.
“جودانيستان”.. منصة مشبوهة تقف وراء المشروع
واتهم مكاوي منصة تُدعى “جودانيستان” بأنها واجهة استخباراتية تتبع للموساد، تهدف إلى تنفيذ مشروع تجريبي في منطقة “بئر طويل” الواقعة على الحدود السودانية المصرية، لتحويلها إلى كيان جغرافي مستقل تحت اسم “دولة ذكية”، تستخدم شعارات مضللة مثل “التكنولوجيا البيئية” و”التحول الأخضر” لكسب تأييد دولي وشعبي.
الاحتلال الناعم: أدوات ناعمة لاختراق السيادة
ووصف مكاوي ما يحدث بأنه محاولة واضحة لـالاحتلال الناعم للسودان، من خلال توظيف أدوات الاستثمار والتنمية المستدامة كغطاء لمخططات استخباراتية، تستهدف السيطرة على الموارد والمواقع الجغرافية الاستراتيجية، في ظل الانهيار الأمني والسياسي الذي تعيشه البلاد.
مكاوي: “لن أساوم على وطني.. وأدرك أنهم قد يهددون حياتي”
واختتم مكاوي رسالته بالقول:
“أعرف أساليبهم وتهديداتهم، وأدرك أنهم قد يسعون لاغتيالي، لكن حياتي لا تساوي شيئًا أمام مصلحة الوطن. ما فعلته هو واجب وطني، وما كشفته ليس خيالًا، بل واقع موثّق بمستندات وأدلة دامغة. رسالتي الآن لكل سوداني: انتبهوا واحموا بلادكم، فالمعركة لم تعد عسكرية فقط، بل استخباراتية واقتصادية