شهدت مدينة دنقلا العجوز بالولاية الشمالية فجر الثلاثاء حادثاً أمنياً خطيراً، تمثل في هجوم مسلح استهدف قسم شرطة “القدار”، وأسفر عن استشهاد الشرطي محمد عثمان إمباش، إلى جانب إصابة عدد من أفراد القوة الأمنية بجروح بالغة، يتلقون العلاج حالياً في مستشفى الوفاق القطري بمدينة تنقسي.
ووفقاً لمصادر ميدانية، وقع الهجوم في حوالي الساعة الواحدة صباحاً، حين أقدمت مجموعة مسلحة تستقل سيارة صالون بلا لوحات على إطلاق وابل كثيف من الرصاص باستخدام سلاح رشاش من نوع “قرنوف”، مما أدى إلى شل حركة القسم بالكامل وتعطيل المركبة الرسمية التابعة له.
وبعد تنفيذ الهجوم على قسم الشرطة، توجهت المجموعة المسلحة نحو محيط فرع البنك الزراعي المجاور، حيث أطلقت النار بشكل عشوائي، الأمر الذي أجبر الحارس والشرطي المناوب على الفرار من الموقع، بينما تمكن المسلحون من الفرار دون أن تترك المجموعة أي أثر يقود إلى تحديد هويتهم، في ظل استمرار عمليات البحث من قبل السلطات الأمنية.
أثار الحادث حالة من الهلع بين سكان المدينة، خاصة مع تجدد المخاوف المرتبطة بوجود خلايا نائمة يُعتقد بارتباطها بمليشيا الدعم السريع، وسط تلميحات إلى احتمال وجود تواطؤ محلي يسهّل تحركات هذه العناصر داخل الولاية.
وفي أعقاب الهجوم، أصدرت المقاومة الشعبية في دنقلا بياناً أدانت فيه العملية، وأكدت تضامنها مع أسر الشهداء والمصابين. كما دعت إلى تفعيل جهود اليقظة المجتمعية والتنظيم الشعبي لمواجهة التهديدات الأمنية المتزايدة، معلنة استعدادها للتعاون مع المواطنين في حماية الأحياء والمؤسسات العامة من أي محاولات للفوضى أو الاختراق.
الحادثة اعتُبرت مؤشراً مقلقاً على تصاعد حالة الانفلات الأمني في بعض مناطق الولاية الشمالية، ما دفع العديد من المواطنين والجهات المحلية إلى المطالبة باتخاذ إجراءات عاجلة وحاسمة، تتضمن مراجعة شاملة للخطط الأمنية، وتعزيز الحماية حول المقرات الشرطية والمؤسسات المالية، إلى جانب تفعيل آليات الرقابة المجتمعية، تجنباً لتكرار مثل هذه الهجمات في مناطق أخرى.