متابعات – النوارس – دعا ياسر عرمان، القيادي في تحالف “صمود”، طرفي النزاع في السودان إلى احترام حق المدنيين في حرية التنقل، مشيراً إلى أن ملايين السودانيين، الغالبية العظمى منهم من غير المنخرطين في الصراع، باتوا رهائن عملياً لدى أطراف الحرب.
وأشار إلى أن المدنيين يُعاملون حسب موقعهم الجغرافي لا انتمائهم الحقيقي، إذ يتم اعتبارهم موالين للقوة التي تسيطر على منطقتهم، فإذا كانت تحت سيطرة الجيش صُنّفوا تبعاً له، وإن سيطرت عليها قوات الدعم السريع، أُدرجوا ضمن مؤيديها، ما يعرضهم لانتهاكات متكررة لا ذنب لهم فيها سوى سوء حظ الموقع.
وأكد أن آلاف المدنيين محتجزون لدى الطرفين في ظروف قاسية، دون أي مراعاة لحقوقهم الإنسانية، مشدداً على أن بعضهم فقد حياته بسبب سوء المعاملة والتعذيب، وأن هذه المأساة تمثل جرحاً عميقاً في النسيج الاجتماعي لا يندمل بانتهاء الحرب.
كما نبه إلى أن الكثير من السودانيين يُحرمون من أبسط حقوقهم، كأداء الشعائر الدينية، التقديم للامتحانات الدراسية، تلقي العلاج، زيارة ذويهم، أو حضور الجنائز، بسبب القيود الصارمة على الحركة بين مناطق النزاع، رغم أن هذه الحقوق محمية بموجب القانون الإنساني الدولي.
وأكد أن الوقت قد حان، بعد أكثر من عامين من الحرب المستعرة التي تدخل الآن عامها الثالث، للمطالبة الجادة بحرية التنقل للمدنيين، ورفض تكريس الانقسام الجغرافي كأمر واقع، داعياً المجتمع الدولي والإقليمي، وخاصة منابر الوساطة ووكالات الأمم المتحدة، إلى الضغط على الطرفين لضمان هذا الحق.
وختم عرمان بالدعوة إلى الوقوف مع المدنيين الذين دفعوا ثمناً باهظاً جراء حرب لا يد لهم فيها، مشدداً على أن النساء والأطفال وكبار السن، هم من يتحملون العبء الأكبر من هذا النزاع الوحشي وانتهاكاته الصارخة لكل المواثيق الإنسانية.