متابعات – النوارس – ارتفعت أسعار الخراف السودانية المعروضة في الأسواق المصرية بشكل لافت، الأمر الذي أثار استياءً واسعاً بين أفراد الجالية السودانية المقيمة في مصر، حيث اعتبر كثيرون أن هذا الارتفاع غير منطقي ويعكس طمعًا واضحًا من قبل بعض التجار الذين يستغلون الأوضاع الراهنة.
حالياً، تُعرض الخراف السودانية بأسعار تتراوح بين 13 و17 ألف جنيه مصري، أي ما يعادل 700 إلى 900 ألف جنيه سوداني، وهو ما يُعد عبئاً كبيراً على الكثير من الأسر، خاصة مع اقتراب عيد الأضحى.
السودانيون في القاهرة عبّروا عبر منصات التواصل الاجتماعي عن غضبهم من هذه الأسعار، مشيرين إلى أن المنتجات السودانية في مصر تُسعّر عادة بأكثر من قيمتها الفعلية، دون وجود مبررات واقعية.
منذ اندلاع النزاع المسلح في السودان في أبريل 2023، تدفق عشرات الآلاف من السودانيين إلى مصر، حيث تمركز أغلبهم في العاصمة القاهرة. ومع اقتراب موسم الأضاحي، يجد كثير منهم أنفسهم في مواجهة أسعار تفوق طاقتهم، ما زاد من مشاعر الإحباط، خاصة عندما يرتبط الأمر بعنصر ثقافي وديني مثل الأضحية.
يصف البعض سلوك بعض التجار بأنه لا يخضع لأي منطق اقتصادي، بل يعتمد على رفع الأسعار لتحقيق أكبر هامش ربح ممكن، حتى ولو كان ذلك على حساب المحتاجين. في المقابل، يبرر تجار الماشية هذه الزيادات بتكاليف الرعاية والتغذية والترحيل، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار العلف وكل ما يتعلق بتربية الحيوان، مما يجعل الأسعار الحالية – حسب رأيهم – انعكاساً للوضع الاقتصادي العام.
رغم الغلاء، لا تزال الخراف السودانية تحظى بإقبال ملحوظ، ليس فقط من السودانيين، بل من بعض المصريين أيضاً، لما تمتاز به من جودة عالية ونكهة فريدة وخلو نسبي من الشحم مقارنة بالخراف المحلية. ومع ذلك، تظل الأسعار المرتفعة حاجزاً يمنع شريحة واسعة من الناس من الإقبال عليها، ما يعزز شعور الكثيرين بأن الاستغلال التجاري بات السمة الغالبة في مواسم الأعياد.