ثمة لقاءات انتظمت المشهد السودانى خلال الاسابيع الفائتة تشى بعافية بدأت تدب في جسد السودان والسودانيون كيف لا والأحداث المتسارعة والمتغيرات المتناسلة عنها تفرض وتفرز واقعا لابد ان يكون جديدا وجادا.
ففي الأسبوع المنصرم وبالتزامن كانت هنالك الجلسة الإفتتاحية لتنسيقية القوى الوطنية بفندق الربوة بورتسودان من جهة، ومن جهة أخرى ضم فندق قراند حياة بمدينة القاهرة لقاء أو الإجتماع الطارئ للمجلس الأعلى للإدارة الأهلية.
وكلتا الفعاليتين شهدت جمعا غفيرا وحضورا مميزا متنوع المشارب السياسية متوحد الأهداف. الأهداف التى تنادى وتتفق على حوار سودانى سودانى فقط لا غير وهذا هو الصوت الأعلى الآن.
ناقش لقاء الإدارة الأهلية الذى تنادى له الجميع من داخل القاهرة وخارجها متوافدين من السودان لمناقشة قضايا الراهن والواقع الذي خلفته الحرب وعلى رأس ذلك تنامى خطاب الكراهية. وحيث ان المجلس الأعلى للإدارات الأهلية بمثابة وعاء جامع وبوتقة تنصهر فيها كل قبائل السودان أو جلها فباعتقادى هي الأكثر قدرة على امتصاص هذا الواقع من خلال الحفاظ على وحدة السودان أرضا وشعبا، ووحدة الإدارة الأهلية بمكوناتها الاجتماعية وهو ما جزمت به من خلال التوصيات التى خرجت بها وكيف انها تؤمن بإعلاء قيم السلام وتسعى وتلتزم بالعمل على تحقيقه بكل السبل والوسائل وعلى جميع الأصعدة. وبرأيي ان هذا أهم بند ينبغى ان يتصدر اولويات مرحلة ما بعد الحرب.
وفي ذات المنحى وقبيل يومين التقى حاكم إقليم دارفور منى اركو مناوى بعدد من الشخصيات الفاعلة في المجتمع من سياسيين وقانونيين وإعلاميين وناشطين وغيرهم من الوان الطيف المجتمعى.
اللقاء اخذ منحى آخر حيث انه كان للتفاكر بالشأن العام مستعرضا الماضى والحاضر والمستقبل وحيث ان الأمر ليس بالهين ولا تتسع سويعات لمناقشته وإخضاعه للعصف الذهنى فقد تم الاتفاق على مده واستصحاب التطورات حتى يصل الجميع لصيغة مرضية وفاعلة.
كل تلكم اللقاءات وغيرها دليل عافية ان اثمرت وتنزلت واقعا لا محض لغو. صحيح ان ذلك يحتاج مزيد من اللقاءات والتشاور والتنفيذ خطوة خطوة لكن ان كانت هذه الأجسام والكيانات جادة فليس هناك مستحيل.
الواقع والتأريخ السياسي وواقع الأجسام والاحزاب والكيانات المتناسلة على مر الحقب وحتى بعد إجراءات 25 اكتوبر اثبتت فشلها كونها لم تنجز أو تفعل قرارا واحدا مما ظلت تلخصه من دأبها ذاك ولعل سبب ذلك هو تشرزمها، بالله عليكم ما معنى ان تبحث جهة منفصلة أمر السودان وتنادى بوحدة الصف والكلمة والحوار السودانى وكل منها يغنى على ليلاه ويغرد خارج السرب؟!
وكذا الحال بالنسبة للفعاليات النشطة هذه الفترة فإن لم تلتقى في نهاية الاشواط على هدف وفكرة واحدة ويلتئم شملها إذن فكل ذاك زوبعة في فنجان ليس إلا.
ومع ذلك فإن هذا التداعى السودانى السودانى يضرب اولئك الهائمون على وجوههم في المنافى يبحثون مع الأجنبي وفي بلد الأجانب أمر السودان وهم قلة بائسة تعلم ان حديثها محض جعجعة بلا طحين لكنها تخاطب به اسيادها لا سيادة السودان فشتان ما بين هذى وتلك.
الآن كبار المرحلة وحكمائها في القاعات بينما شبابها يتداعى للقتال إلى جانب قواتهم المسلحة، وبالمقابل يلتئم بجمعهم الوضيع ثلة أقل وضاعة، بينما شبابهم يتعاون مع المليشيا مرشدا و( مشفشفا). حقا فبون المقارنة شاسع.
اخيرا.. واقع المرحلة غير ولا يشبه باى حال نكسات الحقب الفائتة ويحتاج ان يستكمل بالتعاضد واللحمة من أجل العبور الى واقع أكثر تماسك على كافة الصعد
تأبى العصيُّ إذا اجتمعنَ تكسراً وإذا افترقنَ تكسَّرتْ آحادا