النوارس نيوز
عين الحقيقة

تحركات مشتركة تعيد الحياة لخط منسي وسط السودان.. ما الهدف؟

في تطور ميداني لافت، أفادت مصادر مطلعة ببدء عمليات تنسيق عسكري–مدني بين هيئة سكك حديد السودان وسلاح المهندسين لإعادة تأهيل خط السكة الحديد الرابط بين الخرطوم ومدينة ود مدني، أحد أهم الخطوط الحيوية التي توقفت منذ اندلاع الحرب الأخيرة. الخط، الذي ظل خارج الخدمة بسبب الأضرار الواسعة، بات اليوم محور تحرك استراتيجي يعكس مساعي الدولة لإعادة ربط المناطق الرئيسية عبر وسيلة نقل آمنة وموثوقة.

 

وفق معلومات حصلت عليها “النوارس”، يشمل المشروع إزالة مخلفات الحرب من مسارات السكة الحديد وتأمين المناطق المحيطة، في خطوة تتجاوز مجرد الإصلاح الفني إلى ترتيبات لوجستية وأمنية عالية التعقيد. أظهرت مقاطع مصورة أولى إشارات العمل الميداني على القضبان المتآكلة، في حين أكد مصدر داخل الهيئة أن العمل يجري “بجدول زمني طارئ، تحت إشراف مشترك مع وحدات الهندسة العسكرية”.

 

ويحمل هذا الخط أهمية استراتيجية خاصة، إذ يخدم ولايات ذات كثافة سكانية عالية مثل الجزيرة والنيل الأبيض، كما يُعد بوابة لوجستية بين العاصمة والشرق. خبراء في البنية التحتية أكدوا أن إعادة تشغيل الخط قد تؤدي إلى تخفيض كبير في تكاليف نقل السلع الزراعية، خاصة من مشروع الجزيرة، مما ينعكس إيجابًا على استقرار أسعار بعض المواد الغذائية في الخرطوم، وسط تدهور اقتصادي متفاقم.

 

ورغم الزخم حول المشروع، تظل الأسئلة قائمة بشأن قدرة الدولة على استدامة التشغيل وسط أزمة تمويل خانقة. مصادر حكومية تحدثت عن “اعتماد تدريجي” على دعم خارجي وشراكات لوجستية لضمان استمرار الصيانة، في حين لم تصدر أي بيانات رسمية حتى الآن حول موعد التشغيل المتوقع.

 

يُذكر أن خط الخرطوم – ود مدني كان يُعد من الشرايين النابضة للاقتصاد السوداني قبل الحرب، وانهياره كان أحد عوامل اختناق النقل الداخلي وارتفاع الأسعار. إعادة إحيائه اليوم، ولو جزئيًا، قد تكون نقطة تحوّل نحو استعادة بعض التوازن في قطاع النقل الذي يشهد انهيارًا واسع النطاق.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.