أفادت مصادر ميدانية موثوقة بأن الجيش السوداني والقوة المشتركة تصدوا لأعنف هجوم تتعرض له مدينة الفاشر منذ بداية تصعيد مليشيا الدعم السريع، في عملية عسكرية معقدة نفذت من محاور متفرقة، بدعم من مرتزقة أجانب وعناصر تتبع للحركة الشعبية بقيادة عبدالعزيز الحلو.
وبحسب معلومات حصلت عليها “النوارس”، فإن الهجوم الذي حمل الرقم 227 من حيث عدد المحاولات، استهدف المحورين الشمالي والشمالي الشرقي للمدينة، في مسعى لاختراق الطوق الدفاعي والوصول إلى السوق الشعبي، وسط اشتباكات شرسة وعمليات كر وفر دارت لساعات.
أظهرت مقاطع مصورة تم تداولها لاحقًا اشتعال جبهات القتال داخل الأحياء الشمالية، حيث تصدى المستنفرون المحليون إلى جانب الجيش للهجوم باستخدام تكتيكات مضادة حالت دون انهيار خطوط الدفاع.
ويرى مراقبون عسكريون أن تصعيد الهجمات بهذا الشكل المكثف، وبإجمالي تجاوز 200 محاولة فاشلة، يشير إلى رغبة واضحة لدى المليشيا في حسم المعركة لصالحها عبر إنهاك القوات المدافعة، بدعم من أسلحة متطورة وإمدادات خارجية.
وتُعد مدينة الفاشر نقطة ارتكاز استراتيجية في شمال دارفور، نظرًا لموقعها الحيوي وتنوعها السكاني ووفرة الموارد الطبيعية في محيطها، ما يجعلها هدفًا دائمًا للمليشيات المسلحة في ظل الانفلات الأمني المتزايد.
في غضون ذلك، يعيش آلاف المدنيين أوضاعًا إنسانية متدهورة نتيجة الحصار المستمر منذ أكثر من عام، وسط تقييد حركة الإمدادات الإنسانية وتفاقم نقص الغذاء والدواء داخل المدينة.
الحدث الأخير يُنبئ بتحول خطير في مسار الصراع، ويرجح مراقبون أن الأسابيع القادمة قد تشهد تصعيدًا جديدًا، ما لم يتم التوصل إلى تسوية تنهي الحرب المستعرة.