النوارس نيوز
عين الحقيقة

نادرة ! تحدث لأول مرة في امتحانات الشهادة السودانية… 36 مراقب ، مساعد 12 مشرف كبير مراقبين و7 عمال لطالب واحد فقط

متابعات - النوارس

متابعات – النوارس  –  في واقعة استثنائية تحمل دلالات كبيرة على الإصرار والتفرد، جلس الطالب السوداني بوليس يوانج، من جنوب السودان، وحيداً في قاعة الامتحانات لأداء اختبار مادة “التربية الأسرية” ضمن امتحانات الشهادة السودانية المؤجلة لعام 2024، وذلك في مركز مدرسة الأحلام العالمية بمدينة جوبا، المعروفة سابقاً باسم “مدرسة الصداقة”.

 

المشهد بدا وكأنه من رواية رمزية؛ طالب واحد فقط، لكن خلفه حشد كامل من الكوادر، استُنفر من أجله طاقم كامل أشرف على تنظيم الامتحان بكل تفاصيله الرسمية، رغم غياب بقية الطلاب. فقد شارك في تنظيم هذا الامتحان الفريد 36 مراقباً ومساعداً، و12 مشرفاً، إضافة إلى كبير المراقبين من وزارة التربية والتعليم السودانية، و7 من عمال المدرسة، فضلاً عن أفراد من الأجهزة الأمنية لتأمين المركز، وحضور مناديب السفارة السودانية في جوبا. كل ذلك في مركز أُعدّ ليستوعب 800 ممتحن، لكنه احتضن في ذلك اليوم طالباً واحداً فقط.

 

بوليس جلس صامتاً، أمامه ورقة امتحان، وقلم، وكرسي، وزمن يمتد لثلاث ساعات. لا همسات، لا نظرات جانبية، لا زملاء حوله، فقط هو، وقلبه الذي ينبض بالإجابات. كانت لحظة مليئة بالرهبة والجمال، فيها شيء من الطرافة وكثير من المجد الشخصي.

 

الصحفي عادل فارس، مدير قناة “جنوبنا”، علّق قائلاً: “قالوا إن جيشاً جراراً تحرّك من أجل طالب واحد، وكأن العالم انقلب! فقلنا بل إن الدولة وقفت على قدميها، لتُكرّم من اختار المواصلة حين انسحب الآخرون. وحده ملأ ورقة الامتحان، ووضع اسمه في سجل لن يُنسى”.

 

وفي ختام هذا المشهد اللافت، وجّه فارس رسالة مؤثرة إلى الطالب: “يا بوليس الرابع عشر، تيمناً بالذكرى الرابعة عشرة لاستقلال جنوب السودان، لك أن تفخر بهذه اللحظة التي ستبقى خالدة في الذاكرة، وتُروى بفخر في كل منصة، وعلى كل شاشة. لحظة كنت فيها وحدك في القاعة، لكن من خلفك كانت أمة بأكملها تخدمك”.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.