متابعات – النوارس – أصدر السودان قرارًا مفاجئًا بإنهاء مهمة سفيرته لدى الجزائر، نادية محمد خير عثمان، حيث تم استدعاؤها فورًا إلى مقر وزارة الخارجية بمدينة بورتسودان. وعُهد مؤقتًا بإدارة شؤون السفارة إلى دبلوماسي آخر، دون تقديم توضيحات رسمية حول خلفيات هذا الإجراء.
مصادر مطلعة أفادت بأن القرار قد تكون له أبعاد سياسية داخلية، خاصة وأن السفيرة تُعرف بانتمائها إلى تيار قوى الحرية والتغيير، وهو تيار يتخذ موقفًا مناهضًا للمؤسسة العسكرية. كما أُشير إلى أن السفيرة كثيرًا ما كانت تغيب عن مقر عملها، وتقضي فترات طويلة خارج الجزائر برفقة زوجها المقيم في دولة أخرى، وصلت في بعض الأحيان إلى شهرين، ما أثار تساؤلات حول مدى التزامها بواجباتها الدبلوماسية.
في إحدى المناسبات، وُجّهت إليها دعوة رسمية للمشاركة في مؤتمر إقليمي حول الأوضاع الصحية في المنطقة، من بينها السودان، إلا أنها اعتذرت عن الحضور دون إبداء أي أسباب. وأفادت مصادر أخرى أن الجزائر كانت قد أبدت استعدادها لتقديم مساعدات طبية عاجلة إلى السودان، لكن السفارة السودانية في الجزائر رفضت استلامها بحجة عدم توفر الإمكانات اللوجستية في مطار بورتسودان.
وقد عبّر مسؤولون جزائريون عن استيائهم من هذا التصرف، معتبرين أن السودان لم يُظهر تقديرًا كافيًا للمبادرات الإنسانية التي قدمتها الجزائر في ظل الظروف المعقدة التي تمر بها البلاد، ما أثّر سلبًا على مستوى الثقة في العلاقات الثنائية بين البلدين.