النوارس نيوز
عين الحقيقة

السفير التركي.. منذ وصولي بورتسودان وأنا أعمل علي هذا الأمر !

متابعات - النوارس

متابعات – النوارس  –

حوار – طارق شريف ساتي- هل كانت صدفة أن يكون سفير تركيا لدى السودان فاتح يلدز قد عمل في العراق في فترة الحرب، وهو الآن شاهد على معركة الكرامة في السودان.

أجرت مجلة حواس” حوار مع السفير الذي فتح أبواب سفارته  ببورتسودان، واستقبلنا بترحاب وأجاب عن تساؤلات “حواس” بفهم وعمق ورؤية.

وقدم تصوراته لمرحلة الإعمار ورسم خارطة العلاقات التجارية بين تركيا والسودان.. وفي رد على سؤال عن تواصل السفارة التركية مع خريجي الجامعات التركية من السودانيين.

*بنك زراعات التركي يستعد لافتتاح أبوابه من بورتسودان؟

فيما يختص بالعلاقات الاقتصادية بين تركيا والسودان، من أهم الرؤى استئناف عمل النظام المصرفي مرة أخرى، لهذا سعينا إلى عودة بنك زراعات التركي، الذي تأسس في العام 2020، إلى السودان.. وقريباً إن شاء الله سيفتتح فرعه بمدينة بورتسودان، وأصلاً البنك كان موجوداً بمدينة الخرطوم وتوقف مع الحرب، لكن بعد إعادة إعمار الخرطوم سيعود المركز الرئيس لبنك زراعات إلى الخرطوم، وسيظل فرع بورتسودان يعمل. والبنك يقدم خدمات فتح الحسابات الجارية للمؤسسات والأفراد والتمويل التجاري، وله فروع بعدد من دول العالم.

*فيما يختص بالتحويلات المالية بين السودان وتركيا.. ما زالت هناك عقبات؟

العقوبات الاقتصادية المفروضة على السودان بالتأكيد تعيق حركة هذه التحويلات، لكن رغم ذلك التحويلات مستمرة بين تركيا والسودان، وهناك بنك تركي تتم التحويلات عن طريقه يتعامل مع العديد من البنوك السودانية، والتحويلات تتم عن طريق بنك وسيط بدولة ثالثة بسبب العقوبات المفروضة على السودان، لكن رغم ذلك نحن مستمرون.

*فيما يختص بملف إعادة إعمار السودان.. ماذا يمكن أن تقدم تركيا في هذا الملف؟

أعتقد أن أهم شيء الآن تحقيق الاستقرار وإنهاء الحرب، ورجوع الحكومة الشرعية من بورتسودان إلى الخرطوم.
أرى أن البنى التحتية ليست وحدها التي تحتاج إلى إعادة إعمار، بل الاقتصاد أيضاً يحتاج إلى إعادة إعمار. الخرطوم هي قلب السودان النابض وتحتاج إلى إعادة إعمار حتى تعود إليها عافيتها، مثلاً الجانب الصناعي نحن في تركيا أقوياء في هذا الجانب ويمكن أن نساهم في إعادة الإعمار، وبالتأكيد القطاع الصناعي تضرر كثيراً في الخرطوم ويحتاج إلى إعادة إعمار.

*هل يمكن أن تساهم الشركات التركية في إعادة الإعمار؟

كنت سفيراً لتركيا في بغداد بعد خروج الأمريكان من العراق، وقد لعب الأتراك دوراً كبيراً في إعادة إعمار العراق من المصانع إلى الفنادق. وأنت زرت تركيا ووقفت على التطور المعماري الموجود فيها من مراكز التسوق والمطار، ليس هناك ما يمنع أن تكون هذه الأشياء موجودة في السودان.. وحقيقة السودان لم يأخذ الاهتمام الذي يستحقه، والعالم الآن يتحدث عن إعادة إعمار غزة وإعادة إعمار سوريا، ولا يوجد حديث عن السودان مع أنه تضرر كثيراً.
لابد من دعم المجتمع الدولي لملف الإعمار في السودان، وتركيا ستكون بجانب السودان حتى يأخذ الاهتمام الذي يستحقه ويقف على رجليه.

*ما هي وجهة نظرك في ملف الإعمار من واقع تجربتك في العراق كسفير لتركيا في فترة خروج الأمريكان وإعماره؟

مشروع إعادة الإعمار ليس مشروعاً للحكومة فقط، بل يجب أن يجد الدعم من المجتمع. وهنالك جانب مهم وهو التخطيط، وتركيا كدولة صديقة للسودان يمكن أن تساهم في جانب التخطيط، وتعمل عملاً مشتركاً مع السودان في هذا الملف. وما يميز السودان أنه دولة تجمع ما بين ثراء الموارد البشرية والطبيعية، مثلاً هنالك دول ثرية في جانب الموارد الطبيعية لكن تفتقد إلى الموارد البشرية، والعكس هنالك دول ثرية في الموارد البشرية لكنها تفتقد الموارد الطبيعية.. لكن السودان يجمع الاثنين، وهو دولة عريقة ولها تأثيرها، والدول الأفريقية كانت ترسل طلابها للدراسة به، وملف الإعمار يحتاج إلى وقوف أصدقاء بجانبه مثل تركيا، والسودان يحتاج إلى إعادة إعمار من الشمال والجنوب والشرق والغرب.

*في الجانب الإنساني.. ساهمت تركيا في انشاء مستشفى بنيالا عبر منظمة (تيكا).. هل يمكن أن تنشئ المنظمة مستشفيات في مدن أخرى شبيهة بهذا النموذج؟

نحن فخورون بإنجاز تركيا لهذا المشروع، وفخورون أكثر لأن العمل تم بالشراكة مع الجانب السوداني، وحقيقة الرغبة متوفرة بإنجاز مستشفيات في مدن أخرى مستقبلاً من منظمة (تيكا)، لكن حالياً المنظمة تركز على تقديم مساعدات لمستشفى سواكن، سواء كانت أجهزة أو معدات طبية، لكن مستقبلاً يمكن إنشاء مستشفيات في مناطق أخرى.

*أيضاً في جانب العمل الإنساني قدمت تركيا مساعدات إغاثية للسودان (ثلاث طائرات)؟

هذه الطائرات جاءت في وقت كان العالم منشغلاً بغزة والوضع الإنساني فيها، لكننا رغم ذلك لم ننس السودان، والمساعدات التي قدمت، إضافة إلى الطائرات، سفينتان وستة آلاف طن من المواد الإغاثية.. وحقيقة وقوف تركيا بجانب الأصدقاء مبدأ أصيل لديها. ونتمنى أن يقف السودان على رجليه، ولن تكون هناك حاجة للمساعدات التركية.

*رجال الأعمال الأتراك المستثمرون في السودان وتوقفت أعمالهم.. بعد الحرب متى سيعودون للعمل به؟

من الأشياء المهمة في تفعيل العلاقات الاقتصادية بين تركيا والسودان هي وجود رجال الأعمال الأتراك في السودان، ووجود رجال الأعمال السودانيين في تركيا، وبالنسبة لرجال الأعمال الأتراك الآن بدأوا العودة إلى السودان، لكن بالتأكيد عودتهم بصورة كاملة ستكون بعد انتهاء الحرب بصورة تامة.

*رجال الأعمال السودانيون وتسهيل الفيزا لهم للسفر إلى تركيا؟
هناك عدد من رجال الأعمال السودانيين والمستثمرين في تركيا، وبعضهم يمتلك عقارات في تركيا ويدير أعمالاً، ونحن نشجع هذا الاتجاه ونشجع زيارات رجال الأعمال السودانيين إلى تركيا، ونريد منهم نقل التجارب في المجال الاستثماري إلى بلدهم حتي يستفيد السودان من ذلك.
بالنسبة للفيزا، حالياً مستمرة فيزا علاجية وطلابية وفيزا بيزنس.

*التبادل التجاري بين السودان وتركيا هل يمكن أن يشمل مجال الذهب؟

تجارة الذهب ننظر إليها بجدية من غير الدخول في تنافس مع أية دولة أخرى، وليس هدفنا أن نشتري صادر الذهب ونبيعه، هو ليس تجارة بالنسبة لنا، وإنما وسيلة لإكمال بعض الأعمال التجارية.

*هناك بروتوكول مع وزارة الصحة السودانية لعلاج (100) مريض سوداني سنوياً في تركيا.. هل يمكن زيادة العدد؟

وزارة الصحة السودانية تسعى إلى زيادة عدد المستفيدين من المنحة، ومن جانبنا كسفارة نسعى أيضاً إلى زيادة العدد، وأبلغنا أنقرة بذلك، ونرسل لهم الرسالة أيضاً عبر مجلة “حواس”، ونعتقد أن السودان في هذا الوضع يحتاج إلى زيادة هذه الفرص.

*الباخرة التركية تسهم في توفير الكهرباء لمدينة بورتسودان؟

عندما عملت كسفير في بغداد كانت نفس السفينة توفر الكهرباء لمدينة الموصل، وجود السفينة الآن في بورتسودان مهم، وهي تقوم بدور كبير في توفير الكهرباء للمدينة.

*هل يمكن أن تساعد تركيا في قطاع الكهرباء؟

لدينا تعاون سابق مع السودان في مجال الكهرباء في عدة مدن، منها نيالا، وهذا المجال من المجالات التي تجد تدخلاً سريعاً من تركيا، والرغبة الحماس متوفران بنقل كل التجارب التركية إلى السودان في الكهرباء والبنى التحتية ومختلف المجالات.

*في السياحة تحديداً تركيا متقدمة جداً واستضافت (50) مليون سائح.. هل يكمن نقل التجربة التركية في هذا المجال إلى مدينة بورتسودان؟

بورتسودان مدينة سياحية لكنها تفتقد البنى التحتية، وتركيا على استعداد لنقل تجاربها المتطورة في مجال السياحة والخدمات والفندقة إلى بورتسودان.

*متى تعود الخطوط التركية إلى مدينة بورتسودان؟

نعمل على عودة الخطوط التركية إلى مدينة بورتسودان في أسرع وقت، وبالتأكيد ذلك يساهم في تقوية التواصل بين تركيا والسودان، لكن الآن الحديث عن الخرطوم وإعادة إعمارها.. وإن شاء الله الخطوط التركية ستكون أول طائرة تهبط في مطار الخرطوم بعد إعماره وإعادة تشغيله.

*عدد من الطلاب السودانيين تخرجوا في الجامعات التركية عبر منح دراسية.. هل السفارة على تواصل معهم؟

المنح الدراسية التركية عالمية ومميزة جداً، واستفاد منها عدد من الشباب السودانيين أيضاً هناك من درسوا عبر هذه المنح وهم أكبر مني سناً الآن وتجاوزوا الـ(60 عاماً)، ونحن على تواصل معهم سواء كأفراد أو عبر جمعية الخريجين.

*سؤال أخير.. لماذا لا يوجد ملحق تجاري في السفارة التركية بالسودان؟

منذ وصولي بورتسودان وأنا أعمل على هذا الأمر، وجود ملحق تجاري شيء مهم جداً ويطور العلاقات التجارية بين تركيا والسودان، وكما تفضلت أنت، المرحلة القادمة تحتاج إلى وجود الملحق التجاري.

المصدر مجلة حواس

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.