كتب عبدالماجد عبدالحميد :
سونا للأنباء .. (الحيطة القصيرة) !!
قبل أن يجف مداد القرارات الغريبة لوزير الحكم الاتحادي بتقليص الوزارات بحكومات الولايات إلي ثلاث وزارات فقط وبدمج متعجل لا علاقة له بسياسات ولا اختصاصات ومهام الوزارات ومؤسسات الدولة المختلفة ، قبل أن يجف مداد هذا القرار المعيب جاءنا من ناحية مجلس الوزراء أن تتم كل أخبار الحكومة ومؤسساتها الرسمية عبر وكالة سونا للأنباء .. وفي التعليل أن هذا سيكون مانعاً لتضارب الخطاب الإعلامي الرسمي وسيمنع تداول ونقل الشائعات في زمن الحرب التي تعيشها بلادنا ..
والحقيقة أن هذا القرار غير المدروس سيقود إلي تعقيدات كثيرة ستكون مانعاً وحاجباً لنقل أخبار ومناشط الحكومة علي قلتها ولن يمنع تداول وتسريب الأخبار التي يري فيها مجلس الوزراء الموقر تعريضاً وتضارباً في الخطاب الرسمي ..
المدهش أن مجلس الوزراء انتبه فجأة لمشكلة كبيرة تعيق دولاب عمل الدولة وهي تضارب الخطاب الحكومي .. بينما المجلس الموقر يعلم أن مشكلة البلاد اليوم ليست في تضارب الخطاب الحكومي وإنما في تكلّس مفاصل دولاب العمل الرسمي وعجز مجلس الوزراء عن اتخاذ قرارات صارمة لتحريك العمل وذلك بإبعاد مليشيات التمرد وكلاب صيد حميدتي وشتات الحرية والتغيير الذين لايزالون يمارسون مهامهم ويتلقون امتيازاتهم من مال حكومة الطوارئ علماً بأنهم قحاتة حتي أخمص أقدامهم !!
من ناحية أخري مشكلة الخطاب الإعلامي الرسمي اليوم ليست في الوزارات الاتحادية ولا ولاة الولايات .. مشكلة الخطاب الرسمي تبدأ من مجلس السيادة نفسه حيث يتضارب حديث الفريق ياسر العطا مع أعضاء مجلس السيادة الآخرين !!
مشكلة الإعلام الرسمي في التجنيب الذي نعايشه في تأسيس وتأثيث مراكز ونقاط بث ومواقع صحفية تستمد قوتها من مؤسسات سيادية ستضرب بقرار مجلس الوزراء عرض الحائط !!
قرار مجلس الوزراء الجديد يطرح أسئلة أكثر من الإجابات .. وأول وأهم هذه الأسئلة كيف سيتعامل تلفزيون الدولة الرسمي وكيف ستتعامل الإذاعة الرسمية والإذاعات الخاصة والمتخصصة مع أخبار الحكومة ؟ .. هل تنتظر سونا لتجود عليهم بأخبار دولاب العمل الرسمي أم سيكون هنالك ملحق لتفسير وشرح القرار الجديد ؟!
هذا من حيث الشكل .. أما من حيث المضمون فهنالك معضلة أساسية تواجهها وكالة سونا للأنباء تتمثل في فقر وضعف وعدم قدرة وقابلية هذه الوكالة علي أداء مهامها .. سونا حالياً لا تملك حتي ميزانية ( باكتة ورق الA4 ) ناهيك عن المعينات الأخرى لمقابلة المطلوب منها لأداء الدور الجديد ..
وعليه فإنه من واجب مجلس الوزراء أن يوفر لسونا ( الذرة) قبل الطحين !!
ونصيحة لوجه الله للأخ الوزير خالد الإعيسر أن يجلس بهدؤ مع أركان وأعمدة وزارته لتحديد الأولويات والتركيز عليها .. والإعيسر يعلم أكثر من غيره أن الإعلام في بلادنا يحتاج لقرارات عبر التخطيط المتأني والمتمهل وليس عبر الخواطر والقرارات المتعجلة ..
هذا وبالله التوفيق ..
التعليقات مغلقة.