متابعات – النوارس – شهدت جامعة كسلا شرق السودان مأساة إنسانية بعدما أخلت الشرطة أكثر من 400 طالب من مقر سكنهم المؤقت في إحدى المدارس، مما أجبرهم على البقاء في العراء بفناء الحرم الجامعي لليوم الثالث على التوالي وسط ظروف صعبة مع اقتراب فصل الشتاء.
تعود جذور هذه الأزمة إلى الحرب التي اندلعت في السودان في أبريل 2023، حيث تم تحويل السكن الجامعي الخاص بالطلاب ليصبح دارًا لإيواء النازحين، وتم إسكان الطلاب بشكل مؤقت في مدرسة بحي العمال غرب القاش.
يوم الاثنين الماضي، تلقت قوة من الشرطة، برفقة موظفين من الصندوق القومي لدعم الطلاب، أمرًا من النيابة العامة بإخلاء المدرسة فورًا استجابةً لمطالب سكان الحي الذين أرادوا إعادة فتح المدرسة لاستئناف الدراسة لأبنائهم. ولم يتم توفير أي بدائل عملية للطلاب الذين باتوا بلا مأوى.
في ظل هذه الأزمة، عقدت اللجنة الأمنية لولاية كسلا اجتماعًا ضم ممثلين عن إدارة الجامعة والصندوق القومي لدعم الطلاب والشرطة وأمن الولاية، حيث اقترحت إسكان الطلاب في استراحة الجامعة بشكل مؤقت. لكن وفقًا ليوسف إبراهيم، عضو لجنة إسكان الطلاب، فإن الاستراحة المقترحة لا تتسع للأعداد الكبيرة من الطلاب، ما أدى إلى استمرار بقائهم في الحرم الجامعي في ظروف مأساوية تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة.
الطلاب المتضررون يعيشون الآن في فناء المجمع الطبي بالحرم الجامعي، يواجهون معاناة كبيرة مع برودة الطقس وغياب الحلول العملية. هذه الأزمة تؤثر أيضًا على طلاب من جامعات سودانية أخرى لجأوا إلى جامعة كسلا بسبب الحرب في ولاياتهم.
تُبرز هذه الواقعة الحاجة إلى تدخل عاجل لتوفير مأوى بديل ومستدام يضمن للطلاب كرامتهم وسلامتهم، مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة إيجاد حلول متوازنة تخفف من التوتر بين احتياجات النازحين وحقوق الطلاب في الحصول على سكن جامعي لائق. الوضع الحالي يعكس الأثر الإنساني العميق للحرب في السودان، ويتطلب تعاونًا مشتركًا بين الجهات الرسمية والمنظمات الإنسانية لتخفيف معاناة الفئات الأكثر تضررًا.
التعليقات مغلقة.