الخرطوم – النوارس
أفادت مصادر مطّلعة باندلاع موجة غضب شعبي في العاصمة السودانية الخرطوم، عقب إعلان مفاجئ من أصحاب المخابز برفع سعر قطعة الخبز من 150 إلى 200 جنيه سوداني، اعتبارًا من الجمعة، في خطوة اعتُبرت “استفزازية” من قبل المواطنين وسط تصاعد الضغوط المعيشية، ودون توضيحات كافية من الجهات المسؤولة.
وبحسب معلومات حصل عليها “النوارس ” ، بدأ عدد كبير من المواطنين في تنفيذ مقاطعة جماعية لشراء الخبز، رفضًا لما وصفوه بغياب الشفافية والتبريرات المقنعة، رغم حديث بعض المخابز عن ارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج من دقيق وزيت ووقود، وهي الأسباب التي لم تجد قبولًا لدى الرأي العام.
أظهرت مقاطع مصورة نُشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي، طوابير فارغة أمام مخابز شهيرة في أحياء بحري وجبرة وأم درمان، في مؤشر على فعالية المقاطعة الشعبية، التي تصاعدت حدتها بدعوات إلكترونية تطالب بإجبار السلطات على مراجعة التسعيرة ومحاسبة من يثبت تورطه في ما وُصف بـ”التلاعب بمعيشة المواطن”.
وامتدت الزيادات إلى ولايات نهر النيل، حيث فرضت محليات شندي وبربر زيادات مماثلة منذ يومي الخميس والجمعة، ليُباع الخبز البلدي بعدد 6 قطع فقط مقابل 1,000 جنيه، بدلًا من 7، فيما استقر سعر الخبز الآلي عند 5 قطع للألف.
وتعليقًا على المستجدات، دعا ناشطون واقتصاديون سلطات ولاية الخرطوم إلى التدخل العاجل لفرض رقابة سعرية حقيقية على قطاع المخابز، وتقديم كشف واضح عن الأسباب التي أدت إلى هذه القفزة في الأسعار، في ظل استمرار تراجع قيمة الجنيه وارتفاع تكاليف النقل والوقود.
ويرى مراقبون أن هذه التطورات قد تمهد لموجة احتجاجات أوسع، خاصة مع تزايد الإحساس العام بانعدام الحلول الاقتصادية، وسط خشية من انتقال التصعيد إلى ولايات أخرى، وهو ما قد يعيد مشهد “ثورة الرغيف” إلى الواجهة مجددًا.