أفادت مصادر مطلعة أن رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس أصدر قرارًا بإعفاء الدكتور معز عمر بخيت من منصبه وزيرًا للصحة، وتعيين الدكتور هيثم محمد إبراهيم عوض الله خلفًا له، وذلك بعد غياب دام أكثر من شهرين على خلفية حادث تعرض له في مملكة البحرين.
ويأتي هذا القرار بعد فترة وجيزة من تعيين المعز في يوليو الماضي ضمن التشكيلة الوزارية التي أطلق عليها إدريس “حكومة الأمل”، لكن الوزير السابق لم يباشر مهامه فعليًا في الخرطوم، ما أثار تساؤلات واسعة حول غيابه المفاجئ والمستمر.
المعز أبلغ رئيس الوزراء بشكل غير رسمي باعتذاره عن المنصب، معللًا ذلك بتعرضه لإصابة بالغة في القدم جراء انزلاق بأحد مواقف السيارات القريبة من النادي السوداني في البحرين، بعد مشاركته في حفل تكريم أقيم له بحضور الجالية السودانية هناك.
أظهرت مقاطع مصورة لاحقة المعز وهو على كرسي متحرك، ما دعم روايته التي شكك فيها عدد من الناشطين لاحقًا، متسائلين عن تفاصيل الحادث وتوقيته، لا سيما بعد توجهه إلى لندن وغيابه التام عن الإعلام دون أي إشارة إلى نيته العودة لتولي المنصب.
المعز، المعروف بمواقفه المناهضة للتيار الإسلامي، كتب سابقًا منشورًا أثار جدلًا واسعًا، أشار فيه إلى استعداده لبناء نظام صحي حديث ومتكامل في السودان، متسائلًا في ذات الوقت عن “ضريبة الوطن” التي يجب على كل فرد دفعها، رغم الهجمات التي وصفها بـ”المنظمة” ضده من جهات سياسية متطرفة.
وكانت خطط المعز قد تضمنت استراتيجية وطنية لإعادة هيكلة القطاع الصحي، لكن مراقبين يرون أن الضغوط السياسية وتعقيدات المرحلة الانتقالية حالت دون تنفيذ تلك الرؤية.
تجدر الإشارة إلى أن تعيين الدكتور هيثم محمد إبراهيم جاء في وقت حساس يشهد فيه السودان تحديات كبيرة في القطاع الصحي، وسط تصاعد الحاجة إلى إدارة فعالة ومستقرة تتعامل مع الأوضاع المتدهورة والنقص الحاد في الموارد والخدمات.