في تطور يثير الشكوك حول من يقف فعليًا وراء استهداف المساعدات الإنسانية في إقليم دارفور، أفادت مصادر عسكرية مطلعة بأن مليشيا الدعم السريع نفذت قصفًا على قافلة تابعة لبرنامج الغذاء العالمي في مدينة مليط شمال دارفور، رغم محاولتها إلصاق التهمة بالقوات المسلحة السودانية، في خطوة وصفها مراقبون بأنها “مناورة إعلامية لتضليل الرأي العام”.
ووفق معلومات حصلت عليها ” النوارس“، فإن الهجوم وقع أثناء عبور القافلة أحد الممرات الإنسانية التي سبق أن أعلنت القوات المسلحة التزامها بتأمينها، ضمن جهودها المستمرة لضمان وصول الإغاثة إلى المناطق المنكوبة في الإقليم.
وأكد البيان الرسمي الصادر عن الجيش أن هذه الاتهامات تمثل جزءًا من حملة تضليل واسعة تقودها المليشيا لتبرير انتهاكاتها المتكررة، مستشهدًا بحادثة مماثلة وقعت في مدينة الكومة، حيث تم استهداف شاحنة مساعدات في طريقها إلى الفاشر.
وبالرغم من هذه “الاختراقات المتعمدة”، أشارت مصادر داخل القيادة العامة إلى أن الجيش السوداني يواصل دعم جهود المنظمات الدولية، موضحًا أن توفير الحماية الكاملة لقوافل الإغاثة لا يزال أولوية استراتيجية، خاصة في ظل التدهور الإنساني الذي تشهده مناطق واسعة من دارفور.
أظهرت مقاطع مصورة تم تداولها عبر قنوات غير رسمية مؤخرًا، آثار دمار طالت عربات المساعدات، مما يعزز الشكوك حول الجهة المنفذة، وسط دعوات محلية ودولية بفتح تحقيق محايد في الحادثة.
الخبر يأتي في وقت تتزايد فيه حدة المعارك على الأرض، بينما تتصاعد المطالبات بممرات إنسانية محمية بالكامل، وتحييد العمل الإغاثي عن الصراع السياسي والعسكري الذي يعصف بالإقليم منذ أكثر من عام.